قضية بارزة هزت قطاع هام في الصين
السلطات الصينية تدين رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة "تسينجهوا يونيجروب" (Tsinghua Unigroup) بتهم فساد.. وتصدر بحقه حكمًا بالإعدام

كتب/ محمد فتحي
أدانت السلطات الصينية رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة “تسينجهوا يونيجروب” (Tsinghua Unigroup) -إحدى أبرز شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية سابقًا- بتهم فساد، وأصدرت بحقه حكمًا بالإعدام، في ختام قضية بارزة هزت قطاع أشباه الموصلات في البلاد.
وصدر الحكم ضد تشاو وي، الذي ترأس المجموعة المدعومة من الحكومة الصينية، بعد أكثر من عامين من إعلان السلطات بدء التحقيق معه في قضايا فساد. وكان تشاو قد تنحى عن منصبه في عام 2022، بالتزامن مع تقارير إعلامية صينية أفادت بأنه أُوقف للتحقيق من قبل الجهات الرسمية.
واتهم الادعاء تشاو بإساءة استخدام سلطته لتحقيق مكاسب لأقربائه وأصدقائه، وبالاستيلاء غير القانوني على أصول حكومية قُدّرت قيمتها في عام 2023 بأكثر من 470 مليون يوان (ما يعادل 65 مليون دولار). كما اتُهم بإجراء صفقات غير مشروعة كبدت إحدى الشركات المدرجة في البورصة خسائر كبيرة، وأسفرت عن أضرار اقتصادية للدولة بلغت أكثر من 890 مليون يوان (نحو 124 مليون دولار).
وبحسب ما نقلته قناة “سي سي تي في” الصينية الرسمية، أصدرت محكمة الشعب المتوسطة في مدينة جيلين الشمالية الشرقية الحكم اليوم الأربعاء، بعد أكثر من 19 شهرًا على بدء محاكمته في سبتمبر 2023. وعادةً ما يتم تخفيف هذا النوع من الأحكام إلى السجن المؤبد.
وأفادت المحكمة بأن “مبالغ الفساد التي تورط فيها تشاو كانت ضخمة للغاية، وتسببت في أضرار جسيمة لمصالح الدولة”، مضيفة أن المتهم أقر بذنبه، وأبدى ندمًا، وسعى إلى إعادة الأموال غير المشروعة التي حصل عليها، ما منحه بعض التخفيف في الحكم.
من بطل إلى متهم
كانت الحكومة الصينية قد دعّمت توسع “تسينجهوا يونيجروب” ضمن خطة طموحة لتعزيز قدرات البلاد في مجال تصنيع الرقائق، ومنافسة الدول الغربية في هذا القطاع الحيوي.
كما كانت المجموعة تُعد في فترة من الفترات من “أبطال الصين” في مجال التكنولوجيا، حيث كانت تنتج رقائق لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، إضافة إلى بنى تحتية للحوسبة السحابية.
وانضم “تشاو” إلى الشركة لأول مرة في التسعينيات، ولعب دورًا رئيسيًا في تحويلها إلى لاعب رئيسي للنهوض بقطاع الرقائق الصيني.
واعتمدت الشركة بشكل كبير على التمويل الحكومي لتمويل توسعاتها في هذا القطاع، كما استثمرت في مجالات أخرى كقطاع المال والتعليم والإعلام.
وفي السنوات الأخيرة، واجهت شركة الرقائق الصينية سلسلة من عمليات إعادة الهيكلة بعد تعثرها في سداد سندات بمليارات الدولارات. وفي عام 2022، أنهت الشركة عملية إعادة هيكلة رسمية أفضت إلى انتقال ملكيتها من جامعة “تسينجهوا” ومؤسسة مملوكة لتشاو، إلى تحالف من شركات استثمارية مدعومة من الدولة ومتخصصة في أشباه الموصلات.
كانت قضية “تشاو” واحدة من عدة تحقيقات فساد طالت شخصيات بارزة في قطاع الرقائق الصيني منذ عام 2023، وذلك بعد سنوات من الاستثمارات الكبيرة التي لم تحقق دائمًا النتائج المرجوة أو تعثرت في التنفيذ.
نقلا عن القاهرة الإخبارية.