900
900
إجعل الذكاء الإصطناعي يعمل من أجلك
مقالات

بكره أحلى،،،

900
900

العزوة ..
بقلم / رشا سعيد

تربينا و تعلمنا أن العائلة الكبيرة دفء و سند لبعض ، فكلنا يفتخر بالآخر ، فكان بيت العيلة بمثابة نسمة صيف في جو شديد الحرارة والرطوبة ، فكلنا واحد و سواء كأسنان المشط لا فرق بين حفيد وآخر .
وعندما كبرنا وجدت ذلك في بيتنا فكان اولاد خالاتي أخواتي نفرح سويا ونحزن معا، هكذا تربيت وتعلمت أن العيلة سند، عزوة و فخر لبعضنا البعض لكن سرعان ما تحولت هذه المبادئ التي كنت اظن إنها قواعد راسخة وعند الجميع لموروثات بالية عفا عليها الزمن.
فهذه الأيام أجد ما لا يستوعبه عقل فالأخ يخشى الحسد والحقد من أخيه لدرجة قد تصل إلى تزويج أولاده في الخفاء وأنه أصبح جد ويكتفي بأسرته الصغيرة و تناسى أنه “كما تدين تدان” متوهما أن هذا هو عين الصواب وحتى يكون كل شئ على ما يرام ولكن الطامة الكبرى أنه يخفي فرحه عن أقرب الناس إليه عن أخيه ابن أمه و أبيه ومن دمه ولحمه وتكون الصدمة عندما الأخ يريد زيارة أخيه و يجد الرفض لرغبته بإبداء أسباب واهية وتدور الأيام والسنين ويجد الأخ أخيه يخفي عليه أدق تفاصيل حياته في الوقت الذي لا يخفي هذا الأخ المخدوع أي شيء عن حياته اقتداءا بالموروثات التي تعلمها من والديهما فحياته باختصار كتاب مفتوح .
لكن النفوس تغيرت وبات الأخ ألد الأعداء لأخيه إلا من رحم ربي والاخفاء أصبح أسلوب حياة الكثير و تصدير المشاكل و الأحزان عملا بالمثل الشعبي ” في الفرح منسية و في الهم مدعية ” وهنا أتسأل لماذا تحولت العديد من الأسر لبئر أسرار و كأن حياتهم ترسانة حربية ممنوع الاقتراب منها ؟!!. في الوقت الذي يتلصصوا فيه عن حياة الآخرين وتصبح شغلهم الشاغل وهنا ندق ناقوس الخطر لعودة الأسرة المصرية لسابق عهدها، العيلة سند وقت الشدة ، وعزوة كأنهم جسد واحد علينا بصفاء النوايا لأقرب الناس إلينا وعودة صلة الرحم.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى