900
900
فن

المخرج البريطاني الشهير مايكل وينتربوتوم لصناع الأفلام في ملتقى قمرة: يجب أن نفهم لماذا وكيف يتصرف الناس.. ونبحث في الموضوع بعمق!!

900
900

كتب – شريف سعيد

تحدث المخرج البريطاني الشهير مايكل وينتربوتوم خلال جلسته في ملتقى قمرة السينمائي، إن البحث المكثف ومقابلة الناس لفهم خلفية تصرفاتهم في مختلف المواقف هو أساس نهجه في صناعة الأفلام.
وينتربوتوم المعروف برواياته غير التقليدية وتعليقاته الاجتماعية القوية سلط الضوء على اهتمامه بالمواضيع التي تحظى بصدى عالمي، وبدأ جلسته في الملتقى بالحديث عن تجربة الإخراج المشترك لـعمله “أحد عشر يوماً في مايو” (2022). يوثق الفيلم الذكريات التي تشاركها عائلات أكثر من ستين طفلاً فلسطينيًا قتلوا في قصف إسرائيلي في غزة على مدار 11 يومًا.
قال وينتربوتوم، الذي يعطي الفضل الكامل لمخرجه المشارك، محمد صواف المقيم في غزة، “إنّه فيلمه أكثر من أنه فيلمي. يكاد يكون نصبًا تذكاريًا لهؤلاء الأطفال وأفكارهم وأحلامهم. أردنا ألا تُنسى ذكرى هؤلاء الأطفال “.
يتبع الفيلم نمطًا متكررًا، حيث تشارك العائلات ذكريات بليغة، وانهار بعضهم أثناء الحديث والبعض الآخر كان غير قادر على تمالك أنفسهم والوقف عن البكاء.
وقال وينتربوتوم حول اختياره للهيكلية المتكررة للفيلم: “هذه ليست مجرد قصص حزينة. في نهاية الفيلم، كان هناك تأثير تراكمي، بعد رؤية آمال وأحلام عديدة دمرت وهذا ليس حدثًا منفردًا حصل في غزة، الحدث يعيد نفسه عبر التاريخ. لقد حدث ذلك من قبل وقد يحدث مرة أخرى، مما يدل على تكرر المآسي التي خلقها البشر”.
يعمل وينتربوتوم حاليًا على فيلم “الأرض الموعودة”، وهو فيلم سياسي مثير تدور أحداثه في الثلاثينيات ويصور فترة أساسية في سجلات فلسطين. فهو مخرج أفلام جريء، يستكشف موضوعات ذات صلة اجتماعية مثل حقوق الإنسان وأزمة اللاجئين والظلم السياسي.
ونوه وينتربوتوم الذي انتقل من مشاهدة التلفزيون طوال اليوم عندما كان طفلاً إلى أن يستوحي من السينما الألمانية الجديدة. وقال في هذا الصدد: “غرفة التقطيع هي المكان الأكثر متعة في صناعة الأفلام، ومدرستي السينمائية كانت تصنع فيلمًا وثائقيًا عن الأسطوري إنغمار بيرغمان”.
وأضاف: “عندما أدركت أنني شاهدت فقط حوالي 12 فيلمًا من أفلامه، كان لديه أكثر من 50 فيلمًا، بمعدل فيلم إلى فيلمين في كل صيف. كانت طريقته في العمل والانضباط والتصوير بميزانيات منخفضة والتركيز على المحتوى وما يحدث أمام الكاميرا هي دروس مدرسة السينما الخاصة بي”. يتبع الفيلم المكثف للغاية نمطًا متكررًا، حيث تشارك العائلات ذكريات بليغة، بعضها ينهار أثناء الحديث، والبعض الآخر غير قادر على التحكم في بكائهم.
ويرى وينتربوتوم أن الأفلام الوثائقية توفر تسجيلاً استمرارياً للأحداث مع مرور الوقت. وهذه المقاربة تعكس أعماله المميزة منها “في هذا العالم” (2022) الذي فاز بجائزة بافتا وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، وفيلم “الطريق إلى غوانتنامو” (2006) الفائز بجائزة الدب الفضي في برلين، “أهلاً سراييفو” (1997) وفيلم “قلب عظيم” (2007) ويدور حول عملية بحث عن الصحفي في جريدة وول ستريت جورنال دانييل بيرل الذي تعرض للخطف. ويعتمد هذا الوثائقي على مذكرات زوجة الصحفي ماريان بيرل.
تبدأ عملية صناعة الأفلام بالنسبة لوينتربوتوم مع “الاستجابة إلى الأشياء التي نعرفها ونسمع عنها”. في فيلم “في هذا العالم”، يستجيب لهذه المقاربة من خلال اللقاء باللاجئين الأفغان في المملكة المتحدة والاستماع إلى قصصهم، وبالتالي صناعة دراما وثائقية تتبع حياة لاجئين أفغانيين في مخيم اللجوء في باكستان وصولاً إلى المملكة المتحدة.
يصف وينتربوتوم الفيلم “بالاستكشافي”. قبل اختيار الشخصين في الفيلم، سافر إلى بيشاور وقام بالبحث الميداني. “خلال التصوير، لم نخبر جمال، أحد اللاجئين الذين تدور القصة حولهما، عما يجب أن يقوله. لا أعتقد بأننا في موقع يشمح لنا القيام بذلك”.
يروي فيلم “الطريق إلى غوانتنامو” قصة ثلاثة مواطنين بريطانيين سافروا إلى باكستان لحضور حفلة زفاف، ثم يتعرضون للاعتقال عندما يقررون القيام برحلة إلى أفغانتسان ويتم سجنهم في معتقل غوانتنامو لمدة عامين بسبب عدم وجود وثائق معهم تثبت هويتهم. شارك هؤلاء قصتهم مع وينتربوتوم وقدموا له تفاصيل أكثر من تلك التي قدموها لأي شخص آخر.
في فيلمه “قلب عظيم”، أوضح وينتربوتوم بأنه أجرى حديثاً مطولاً مع ماريان بيرل، وقدّم الممثلين إلى الأشخاص الذين كانوا معها في حياتها الحقيقية عندما تم إعلان اغتيال زوجها دانييل. وقال: “النص اعتمد على تجميع المعلومات من ماريان وهؤلاء الأشخاص، وارتكز بشكل كبير على ما صرّحوا به. وكلما زادت معرفة الممثلين بهؤلاء الأشخاص الذين يؤدون دورهم، كلما ارتفع نسق أدائهم”.
وتابع: “بينما يختلف البحث في المشاريع المختلفة وفق كل موضوع، فإن مفتاح العمل هو مقابلة الناس ومحاولة فهم شخصيتهم، ولماذا وكيف يتصرفون في ظروف مختلفة”. وتوجه برسالة إلى صناع الأفلام “حاولوا الحصول على أكبر قدر من التفاصيل، وسيتطور السرد القصصي بطريقة طبيعية. فالأشخاص الذين قمت بتوثيق حياتهم هم أبطال حقيقيون يتمتعون بمسيرة رائعة بالفعل”.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى