السفارة البريطانية تطلق حملة “النمو الأخضر”وتوفير 305 ملايين دولار لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في مصر

كتب : شريف عبد الحميد ومنى عبد النعيم ورشا سعيد

أطلقت السفارة البريطانية بالقاهرة رسميًا حملة “النمو الأخضر” هذه المبادرة الطموحة تستهدف تسريع وتيرة الشراكة بين المملكة المتحدة ومصر في مجالات النمو المستدام، العمل المناخي، الاستثمار الأخضر، والابتكار البيئي.
تستمر الحملة حتى مؤتمر المناخ COP30 في نوفمبر 2025، وتركز على ثلاثة محاور رئيسية دعم ريادة مصر العالمية في العمل المناخي، تعزيز الشراكات التجارية مع الشركات البريطانية، وتعميق التعاون الثنائي في التحول الأخضر.

وتلتزم المملكة المتحدة بدعم طموحات مصر في التحول نحو الطاقة الخضراء، مساهمة بذلك في تحقيق أهداف المناخ الدولية وقد أثمر هذا التعاون عن مشاركة مصر في قمم عالمية تستضيفها المملكة المتحدة، مثل قمة وكالة الطاقة الدولية حول مستقبل أمن الطاقة، وستتواصل هذه الجهود استعدادًا لمؤتمر COP30.

كما تتطلع المملكة المتحدة إلى تعميق التعاون في آليات مصر للتحول الأخضر، عبر تبادل خبراتها العالمية في الإصلاحات التنظيمية، أسواق الكربون، إدارة الشبكات، وبناء القدرات القطاعية. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز التعاون الفني في مجالي الأمن الغذائي والمرونة المائية قدرة مصر على التكيف مع التغيرات المناخية.

وحددت المملكة المتحدة ومصر هدفًا طموحًا يتمثل في توفير 500 مليون دولار أمريكي من الاستثمارات الداعمة خلال الأشهر الستة المقبلة، ويأتي هذا بعد أن تجاوزت الاستثمارات البريطانية، الحكومية والخاصة، مليار دولار أمريكي في قطاع الطاقة المتجددة بمصر، إدراكًا للفرص الاستثمارية الهائلة.
كما أعلنت مؤسسة الاستثمار الدولي البريطانية (BII) في مشروع بناء أكبر مزرعة رياح في أفريقيا، بقدرة 1.1 جيجاوات في منطقة السويس. ووقعت BII اتفاقية لتقديم ما يقارب 190 مليون دولار أمريكي لهذا المشروع الضخم، هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية نحو تحول مصر في مجال الطاقة، وتقليل اعتمادها على الغاز الطبيعي، وتعزز دور المملكة المتحدة كرائد عالمي في تمويل مشاريع المناخ.

كما أعلنت BII أيضًا عن مساهمة قدرها 115 مليون دولار أمريكي ضمن حزمة تمويلية بقيمة 479 مليون دولار أمريكي لشركة أوبليسك (Obelisk Solar Power) لإنشاء أول مشروع واسع النطاق للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والبطاريات في مصر ،و الذي سيقام في منطقة نجع حمادي، سيضم محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 1.1 جيجاوات ونظام تخزين طاقة بطاريات بقدرة 200 ميجاوات/ساعة، ويهدف إلى بدء التشغيل في عام 2026.

صرح السفير البريطاني لدى مصر، جاريث بايليان أن حملة النمو الأخضرتعكس طموحنا المشترك لقيادة العمل المناخي، وفتح آفاق الاستثمار المستدام، وبناء مستقبل أكثر اخضرارًا ومرونة، ومن خلال هذه الحملة، تستهدف المملكة المتحدة ومصر تعزيز أهدافنا المناخية وأيضًا خلق فرصًا جديدة للابتكار والتعاون والازدهار لبلدينا.

من جانبها، قالت شيرين شهدي، رئيسة مكتب BII في مصر والمديرة الإعلامية: “يُعدّ الاستثمار في مشروعي أوبليسك والسويس للطاقة المتجددة خطوةً محوريةً نحو مستقبل الطاقة النظيفة في مصر. لا يقتصر دور هذه المشاريع على توليد الطاقة فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تحفيز النمو الاقتصادي المستدام، وخلق فرص العمل، وضمان إمدادات طاقة موثوقة للشركات والمجتمعات المحلية وتفخر شركة BII بكونها في طليعة هذه المسيرة التحويلية، حيث تقود تبني الطاقة المتجددة، وتدعم أهداف مصر طويلة الأمد في مجال الاستدامة”

وترتكز حملة “النمو الأخضر” على الأسس المتينة للتعاون المناخي الذي تم إرساؤه بين المملكة المتحدة ومصر منذ مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في جلاسجو ومؤتمر الأطراف السابع والعشرين في شرم الشيخ. وقد دعمت المملكة المتحدة منذ ذلك الحين مجموعةً من المبادرات الفنية والمالية في مصر، بتمويلٍ تجاوز 250 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك برامج بناء القدرات، وتطوير البنية التحتية الخضراء، والدعوات المشتركة في المحافل متعددة الأطراف وتمثل هذه الحملة المرحلة التالية من هذه الشراكة، ترجمة للطموح المشترك إلى تقدم ملموس.