مقالات

( ولسه بحلم)

بقلم / علا عبد الهادى
هل اصبح الحب في هذا العصر ظاهرة نادرة هل انتهى زمنه واصبح اكذوبة بعد ان حمل هذا الزمن القاسي قلوبنا باوجاعه وهمومه وجعلها مبرمجة على شكل ايموشانات على اجهزة الكمبيوتر او الهاتف كما انه للاسف الشديد اصبح محصور بين المرأ ة والرجل رغم انه يضم اشياء عديدة جدا لا حصر لها فالحب اساسا ليس علاقة بين المرأة والرجل بل علاقة ممتدة مع علاقتنا بالآخرين ممن هم حولنا ويحتلون جزءاً هاما وكبيراً في حياتنا بل قد يكونوا ركن لا يكتمل بدونه اليوم او الحياة واذا اعتبرنا ان علاقة الرجل والمرأة هى محور باقى العلاقات فلابد ان تكون مبنية على رغبة حقيقية فى الارتباط وتكوين حياة سليمة فيكون الزواج هو الهدف الاسمى اما ما دون ذلك فهى علاقات مبتورة بلا هدف.
وهنا كان للدكتور مصطفى محمود راى ذكره في كتابه أناشيد الإثم والبراءة حيث قال : لو سألتم عن الحب أهو موجود وكيف نعثر عليه لقلت نعم موجود ولكنه نادر نعم الحب في هذا الزمن الذي نعيشه اصبح نادراً، فكلمة الحب أصبحت لا تطلق إلا من اجل مصالح شخصية واصحبت كاذبة في قرارة النفس وظاهرة للعيان باللسان كما انه في هذا العصر اصبح الانسان لا يقدر ان الحب ظاهرة إنسانية فريدة في النفس البشرية وان الحب شعور عميق يتملك احساس المحب وليس مجرد تداعيات وجدانية ومظاهر من اجل كسب شيء ما من الطرف الآخر نعم الحب غابت شمسه في هذا الزمن الذي طغت عليه الماديات وافتقد المصداقية وافتقد الانسانية وافتقد أشياء عديدة جدا فالفلسفة عرّفت الحب على انه الارواح المقسومة والتي تظل تبحث عن جزئها المفقود حتى تتوحد معه في حالة حب ابدي حقيقي كل هذا من اجل ماذا من اجل الرقي والسمو بالحب الى الاعلى حتى وان اختلفت معاني الحب من الحب والهوى والصبابة والخلة والشغف واليتم والتبل والهيام,, إلا ان معنى الحب سيظل هو الحب وهو تعلق القلب بالمحبوب
وأساس إعتقادي في ندرة وجود الحب الحقيقي في الوقت الحالي هو صعوبة أن تجد من تثق فيه وبرأيه وقراراته او ان تجعله سندا لك تستند عليه عندما يجور عليك زمانك و احبابك ولا تستطيع الاستغناء عنه أو عن استشارته في كل أمورك فإذا وجدت شخصا تثق فيه وبشخصيته وقراراته وآرائه فاعلم أنه قد يكون حبك الحقيقي الذي تبحث عنه قد تكون وجدت سندك الصحيح فى هذه الحياة الصعبة والسند هنا لا يمكن اختصاره فى صورة حبيب فقد يكون ابن او اب او صديق يقاسمك احزانك واوجاعك.. فرحك ونجاحك.. سند يقاسمك روحك فقد اكتفينا من كلمات الحب الرنانة التى سرقت العقول واوقفت نبض القلوب فى حين لا نجد لها اى وجود على ارض الواقع فكثير ما يؤذيك لا ما كنت تتوقع منهم الاذى وانما يؤذيك من كانوا مصدر الامان لروحك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى