900
900
مقالات

دردشة

"التلوث".. العدو الصامت

900
900

كتب : أحمد عبد الحليم

يُعد التلوث أحد أكبر التحديات التي تواجه كوكب الأرض، فمع إزدياد الأنشطة البشرية، تتزايد كميات المواد الضارة التي تُلقى في البيئة، مما يُهدد الأرض وصحة الكائنات الحية، حيث أن هناك أنواع عديدة مصادر التلوث والتي يعاني منها كوكبنا، منها تلوث الهواء الذي ينتج عن إنبعاثات المصانع والسيارات، وحرق الوقود الأحفوري، والتدخين، وغيرها، وتلوث الماء الذي ينتج عن تصريف مياه الصرف الصحي، والنفايات الصناعية، ومبيدات الحشرات، والأسمدة الكيميائية، وغيرها، وأيضا تلوث التربة الذي ينتج عن تراكم النفايات، وإستخدام المبيدات الحشرية، والأسمدة الكيميائية، وغيرها.

إن التلوث بجميع أنوعه له أضرار خطيرة على صحة الإنسان حيث يُسبب أمراضًا عديدة، مثل أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، والسرطان، وغيرها، كما أن الضرر يُلحق أيضًا بالحيوانات والنباتات فيُسبب موت الحيوانات والنباتات، وتدمير الموائل الطبيعية، كما أن التلوث يضر البيئة حيث يؤدي هذا التلوث إلى تغير المناخ، وإرتفاع درجات الحرارة، والإحتباس الحراري، وغيرها.

وهناك العديد من الأمثلة من الواقع العربي توضيح مخاطر التلوث وطرق مُكافحته، بالنسبة لتلوث الهواء وتحديدًا في لبنان تُعاني بيروت من تلوث هواء كثيف بسبب إنبعاثات السيارات والطاقة والأنشطة الصناعية، مما قد يُسبب أمراضًا تنفسية خطيرة، بينما في مصر تُعاني القاهرة من تلوث هواء كثيف بسبب إنبعاثات السيارات والطاقة والأنشطة الصناعية، مما قد يُسبب أمراضًا تنفسية خطيرة، أما بخصوص تلوث الماء، نجد أن العراق تُعاني من التلوث وتحديدًا في نهر دجلة بسبب تصريف مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية، مما قد يُهدد صحة الإنسان والحيوانات والنباتات، أما في تونس فتُعاني بحيرة بنزرت من تلوث كبير بسبب تصريف مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية، مما قد يُهدد صحة الإنسان والحيوانات والنباتات، وبالنسبة لتلوث التربة نلاحظ أن الأردن تُعاني في منطقة الأزرق من تلوث التربة بسبب إستخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، مما قد يُهدد سلامة الغذاء، وفي السعودية تُعاني منطقة الخليج العربي من تلوث التربة بسبب تسرب النفط، مما قد يُهدد سلامة البيئة.

وهناك بعض الأمثلة عن طرق مُكافحة التلوث ففي المغرب، تم إطلاق برنامج “الجيل الأخضر” لزراعة 12 مليون شجرة لمُكافحة تلوث الهواء وتغير المناخ، بينما في الإمارات العربية المتحدة، تم إطلاق مبادرة “إستدامة الإمارات” لخفض إنبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء.
كما أن هناك بعض الأمثلة لتنفيذ التوعية من التلوث في البحرين حيث تم إطلاق حملة “بيئتنا مسئوليتنا” للتوعية بمخاطر التلوث وطرق مُكافحته، أما في عُمان فتم إطلاق برنامج “التوعية البيئية” في المدارس لنشر الوعي بين الطلاب حول مخاطر التلوث وطرق مُكافحته.

وتُؤكد الأمم المتحدة على أهمية التعاون الدولي لمُكافحة التلوث، ويجب على جميع الدول أن تُساهم في جهود مُكافحة التلوث من خلال إتباع طرق الوقاية والتوعية، وسن القوانين والتشريعات اللازمة.
وتُدرك الأمم المتحدة خطورة التلوث على كوكب الأرض والكائنات الحية، وتُؤكد على أهمية مكافحته من خلال التعاون الدولي، حيث أن الضرر من التلوث يُلحق بصحة الإنسان الحيوانات والنباتات، وأن الضرر من التلوث بالبيئة يُسبب تغير المناخ، وإرتفاع درجات الحرارة، والإحتباس الحراري، وغيرها.

وطبقًا لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي تهدف إلى تثبيت تركيزات غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستوى يمنع التدخل البشري الخطير في نظام المناخ.
كما أن أهداف التنمية المستدامة، تتضمن أهداف التنمية المُستدامة هدفًا محددًا لحماية البيئة من التلوث.

جدير بالذكر، أن قضية التلوث وخطره على الكوكب والكائنات الحية، تُعدّ قضية وجود، فيجب أن تلتزم الدول ومجتمعاتها على مستوى العالم بتنفيذ طرق التوعية من التلوث بكل أنواعها، وذلك من خلال نشر الوعي حول مخاطر التلوث وطرق مُكافحته من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والمؤسسات التعليمية، ودور العبادة، ومن خلال منظمات المجتمع المدني، وأن يكون لدينا خطة للوقاية من التلوث من خلال إستخدام وسائل النقل العام، وترشيد إستهلاك الطاقة، وإستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، وإعادة تدوير القمامة والنفايات، وإستخدام المنتجات الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى سن القوانين والتشريعات التي تُلزم الأفراد والمؤسسات بحماية البيئة من التلوث حتى تعيش المجتمعات في بيئة نظيفة صحية بدون ملوثات، حيث أن حماية البيئة من التلوث أمر ضروري في الوقت الراهن ومسؤولية الجميع، ويجب على كل فرد أن يُدرك مخاطر التلوث وأن يُساهم في مُكافحته من خلال إتباع طرق الوقاية والتوعية.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى