إبراهيم مدكور يكتب: سلامٌ على من صنعوا المجد

في كل عام، حين يطل علينا السادس من أكتوبر، لا نحتفل فقط بذكرى نصر عسكري، بل نُحيي حكاية وطن اختار أن يقف شامخًا رغم كل ما واجهه من تحديات. نُحيي أرواح رجالٍ آمنوا أن مصر لا تُحمى إلا بالإيمان، ولا تُبنى إلا بالتضحية، فكانوا وعدًا من الله بأن النصر لمن صدق.
تمر الأيام، وتبقى أكتوبر شاهدًا على أن الإرادة المصرية لا تموت، وأن التاريخ لا ينسى من رفع راية بلاده فوق المستحيل.
في كل مرة تحل فيها ذكرى السادس من أكتوبر، نتذكر أن مصر لم تنتصر بالقوة وحدها، بل انتصرت بالعزيمة والإيمان، وبشعبٍ آمن أن الأوطان لا تُسترد بالكلام، بل بالفعل والتضحية.
عام 1973 لم يكن مجرد عام في التاريخ، بل لحظة فاصلة صنعت ملامح وطن لا يعرف الانكسار. حين قرر المصريون أن يقهروا المستحيل، تحوّل الصمت إلى صيحات نصر، والخوف إلى إصرار، والرمال إلى جسرٍ عبره أبطال لا يهابون الموت.
لقد كانت حرب أكتوبر اختبارًا حقيقيًا لوحدة المصريين، جيشًا وشعبًا، قلبًا واحدًا ونبضًا واحدًا. لم يكن السلاح وحده هو القوة، بل الإيمان بعدالة القضية، والإصرار على رفع راية النصر مهما كان الثمن.
ومن رحم تلك الأيام، وُلدت دروس تبقى للأبد: أن الأرض لا يحميها إلا أبناؤها، وأن من يعرف قيمة تراب وطنه لا يسمح يومًا بأن يُمس أو يُهان.
اليوم، ونحن نُحيي ذكرى النصر، نُجدد العهد بأن تبقى مصر كما كانت دائمًا… حصنًا منيعًا، وإرادة لا تنحني، وجيشًا من الرجال لا يعرفون المستحيل.
ستظل أكتوبر رمزًا متجددًا للكرامة، وصوتًا يقول للعالم كله:
هنا مصر… الأرض التي لا تنحني، والشعب الذي لا يُهزم.











