900
900
إجعل الذكاء الإصطناعي يعمل من أجلك
فن

السينما المغربية عبر التاريخ

بقلم الروائية المغربية / سعاد العطار

900
900

ظلت السينما المغربية على مرِّ العصور مرآة عاكسة لماهية المجتمع، سواء على المستوى التاريخي الذي يقودنا إلى اللحظة التي بدأ فيها الإهتمام بالسينما كفن عاكس لما يعتمل في الجسم المغربي، أو كحامل ثقافي و جمالي و اجتماعي له صوت و صورة و غاية و متلقي، لذلك فالحديث عن تاريخ السينما في المغرب يستلزم إجراء مقارنتين: الأولى مرتبطة بفترة الإستعمار أي ما يطلق عليه ب “ظاهرة السينما الكولونيالية بالمغرب” ، و الثانية طبعت في نهاية القرن التاسع عشر “سينما بعد الإستقلال”.

ويقدر عدد الأفلام التي صورت في العالم إلى حدود سنة 1898م ب 1800 فيلم ، نجد من بينها فقط ستين فيلما تم تصويرها بشمال افريقيا، و تضم فقط فيلما مغربيا واحدا، حمل عنوان ” راعي الماعز المغربي”، احتل الرتبة 1394 ضمن 1800 فيلم، وأصبح “غابريال فيري” في سن الثلاثين من عمره مصورا خاصا للسلطان عبد العزيز ما بين 1901 و 1907 بعد نجاحه في امتحان خضع له، حيث حاول تعليم السلطان مهارات وتقنيات التصوير، و اشتغل بانجاز أفلام قصيرة حول زوجات السلطان.

و حول أول عرض سينمائي بالمغرب هناك فرضيتين، الأولى ترجِّح تقديمه سنة 1897 بالقصر الملكي بفاس، واعتبر أول عرض سينمائي محدود النطاق حسب تصوُّر الناقد السينمائي جمال الدين الناجي.

وفي سياق آخر، يرى الأستاذ أحمد اعرايب أن أول عرض سينمائي يرجع إلى سنة 1912م وأقيم بالهواء الطلق بمدينة فاس بمناسبة حضور “الملهى الكبير” و لم يقتصر صداه على المدينة فحسب، بل امتد إلى القبائل المجاورة التي حضرت لمشاهدته.

يتَّضح أن العروض السينيمائية اقتصرت على قصر السلطان عبد العزيز من سنة 1897م إلى سنة 1907م، و المتلقى له علاقة وطيدة و قرابة بالسلطان، لأن السينما خلال هذه الحقبة ارتبطت بزوجات السلطان، أما العرض الثاني فقد استهدف جميع الشرائح المغربية من الجمهور بمناسبة شعبية متمثلة في حضور ملهى ليلي متجوّل، و الفرق بين العرضين يتجلى في البعد الزمني ما بين 1897م و1912م، و بالتالي يمكن اعتبار العرض الثاني بداية احتكاك السينما بالجمهور العريض.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى