موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
previous arrow
next arrow

كتب : أحمد عبد الحليم

حذّرت مُنظمة غرينبيس الشرق الأوسط و شمال إفريقيا من خطر وقوع كارثة بيئية وشيكة، عقب إصطدام ناقلتي نفط خام بين إيران و الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء.

و تُظهر صور الأقمار الإصطناعية بقعة نفطية ضخمة تمتد على مساحة تُقدّر بنحو 1500 هكتار، ناتجة عن الإصطدام بين السفينتين “أدالين” و”فرونت إيغل” في خليج عُمان، على بُعد نحو 22 ميلاً بحرياً شرق مدينة خورفكان، قرب مضيق هرمز.
وأكدت وزارة الطاقة الإماراتية أن تصادم السفينتين نتج عن سوء تقدير في المسار الملاحي، و أدى إلى أضرار سطحية محدودة في الهيكل الخارجي للسفينتين، وحريق في خزان الوقود بإحداهما تم إخماده، دون رصد أي إصابات بين الطاقمين.

و تُعدّ ناقلة “أدالين”، التي يبلغ عمرها 23 عامًا، جزءًا من ما يُعرف بـ”أسطول الظل” الروسي، و هو مجموعة من الناقلات المُتهالكة التي تعمل دون الحَدّ الأدنى من معايير الأمان و تنقل النفط الروسي، رغم أن طبيعة حمولتها الحالية غير مُؤكدة.

و تشير التحليلات إلى أن غاطس الناقلة أي المسافة من سطح الماء إلى الجزء السفلي من هيكل السفينة البالغ 9.3 أمتار، قد يدل على أنها تحمل نحو 70 ألف طن من النفط الخام، رغم تصنيفها الرسمي بأنها فارغة من الحمولة.

و تعليقًا على الحادثة، قالت فرح الحطاب، مسئولة الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “هذه الحادثة هي واحدة من العديد من الحوادث الكارثية التي وقعت خلال السنوات الماضية. تعددت الأسباب، لكن النتائج تبقى واحدة: تسرّبات نفطية تُهدّد الحياة البحرية، وتُخلّ بالتوازنات البيئية الدقيقة، وقد تُلحق أضرارًا واسعة النطاق تمتد إلى ما هو أبعد من موقع الحادث نفسه.”

ودعت الحطاب إلى التحرك السريع، قائلة: “تحثّ غرينبيس الشرق الأوسط و شمال إفريقيا جميع الجهات المعنية على التحرّك الفوري لاحتواء التسرّب و تقييم تداعياته البيئية. كما نطالب شركات الشحن، والحكومات، و الجهات الفاعلة في قطاع النفط، بتبنّي مبدأ الشفافية الكاملة في ما يتعلق بالعواقب البيئية للتسرّبات النفطية، و الإجراءات المُتخذة لمُعالجتها. و ندعو حكومات المنطقة إلى تعزيز الإستثمار في مراقبة الملاحة البحرية، و تطوير أنظمة الإنذار المُبكر و خطط الطوارئ، لضمان إستجابة فعّالة للحوادث المُستقبلية. إنّ الأمن البيئي يجب أن يُعتبر جزءاً لا يتجزّأ من الأمنين الوطني والإقليمي.”

و إختتمت الحطاب بقولها: “إنّ تداعيات هذا الحادث تؤكّد مجدداً الحاجة المُلحّة إلى التحوّل عن الوقود الأحفوري. فاستمرار الإعتماد على البنية التحتية النفطية يُعرّض الإنسان والبيئة معًا للخطر – من التسرّبات السامة، إلى النزاعات السياسية، وصولاً إلى تسارع أزمة المناخ. لقد آن الأوان لإعادة التفكير في منظومة الطاقة العالمية، و الإنتقال إلى مصادر الطاقة المُتجددة كمسار نحو الإستدامة.”