دراسة أكاديمية بكلية الدفاع الوطني توصي بوزير للإعلام وشبكة وطنية رقمية لتعزيز الأمن القومي

كتبت: رشا سعيد
شهدت كلية الدفاع الوطني إحدى كليات الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أمس مناقشة رسالة دكتوراه الفلسفة في الاستراتيجية القومية من كلية الدفاع الوطنى، مقدمة من الدكتورة نسرين مصطفى محمد، بعنوان: “استراتيجية مقترحة لبناء منظومة إعلامية لتحقيق متطلبات الأمن القومي المصري”.، أشرف على الرسالة اللواء ا ح دكتور رشدى عبد الحميد عبد العزيز و الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام الأسبق، وتكوّنت لجنة الحكم والمناقشة من اللواء دكتور سمير فرج – رئيس اللجنة، واللواء دكتور نصر سالم – عضو اللجنة، و الدكتورة هويدة مصطفى مشرفًا وعضوًا باللجنة.
وخلال جلسة المناقشة، استعرضت الباحثة أهم محاور رسالتها، التي ركزت على دور الإعلام كأداة استراتيجية في حماية الأمن القومي المصري، من خلال بناء منظومة إعلامية متكاملة قادرة على مواجهة التحديات والتهديدات، وتوظيف الإعلام التقليدي والرقمي لخدمة المصالح الوطنية، إذ يُعد الإعلام أحدى الركائز الأساسية للأمن القومى المصرى، لقيادة بدور محورى فى مواجهة التحديات والتهديدات وصياغة الوعى العام للجماهير، كما يسهم فى تعزيز قوة الدولة وفاعليتها من خلال إدارة الأزمات والتنبيه إلى المخاطر واستشراف تداعياتها المستقبلية، ويتوافق هذا الدور مع رؤية الجمهورية الجديدة التى أولت الإعلام مكانة محورية بوصفه شريكًا رئيسيًا فى حماية الأمن القومى ودعم مسيرة التنمية الشاملة.
كما أبرزت الرسالة أهمية صياغة رؤية إعلامية حديثة تقوم على التكامل بين الإعلام والدولة، مع تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الحروب الإعلامية وحملات التضليل، وطرح آليات لتطوير الأداء الإعلامي بما يواكب التحولات التكنولوجية والسياسية.
وقد أوصت الدارسة بضرورة إعادة وظيفة وزير الإعلام يتعين بقرار من رئيس الجمهورية ضمن التشكيل الوزارى ويتبع رئاسة مجلس الوزراء، يقوم بالإشراف على تنفيذ استراتيجيات متعددة للإعلام للحفاظ على الهوية الوطنية، وضرورة إعادة هيكلة الهيئات الإعلامية، وعودة وزارة الإعلام (حال التصديق) بصلاحيات أكبر، وتعيين مستشارين لوزير الإعلام فى جميع مجالات الأمن القومى، لضبط الدور الإعلامى بجميع وسائله التقليدية والرقمية، وخلق جيل جديد من الإعلاميين على دراية بحقيقة مفهوم الأمن القومى والحفاظ على مصالح الدولة.
كما أوصت الدراسة بضرورة الاستثمار فى مجال الإعلام الاستثمار فى مجال الإعلام من خلال إطلاق منصات رقمية وطنية، وإنشاء صناديق استثمارية وتأسيس شركات متخصصة فى مجال صناعة الإعلام، وكذلك تأسيس “شبكة إعلامية وطنية” تقدم محتوى متخصص فى الأمن القومى، ودعم إنتاج محتوى يعزز القيم الوطنية، ومن اهم توصيات الدراسة تأهيل جيل جديد من الإعلاميين المتخصصين لتعزيز مهارات الجمهور فى التفكير النقدى تجاه المحتوى الإعلامي الكاذب أو المزيف، مساندة الدولة فى برامج الإصلاح الاجتماعى خاصة فى القطاع الخدمى (الصحة – التعليم – وغيرها)، وأوصت أيضا بإنشاء منصات رقمية متخصصة وقنوات تفاعلية فى مجال التكنولوجيا الإعلامية وتقنية الذكاء الاصطناعى.
ووجهت الباحثة الشكر لإدارة الشئون المعنوية والأمانة العامة لوزارة الدفاع، ولأعضاء هيئه التدريس بكليه الدفاع الوطنى وللهيئة الوطنية للصحافة ممثلة فى المهندس عبد الصادق الشوربجى، ومؤسسة دار المعارف ممثلة فى رئيس مجلس إدارتها المهندس رزق عبدالسميع، مجلة أكتوبر ممثلة فى رئيس تحريرها الأستاذ محمد أمين على ما قدموه من عون ومساندة.
وأشادت اللجنة العلمية بالرسالة، مؤكدة أنها تتوافق مع توجهات القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ظل ما يوليه من اهتمام خاص بتطوير الإعلام وتعزيز دوره في حماية الأمن القومي.
وأوضحت اللجنة أن الرسالة جاءت في توقيت مناسب نظرًا للتحديات التي تواجه الدولة في المجال الإعلامي، مشيرة إلى إمكانية الاستفادة من نتائجها وتوصياتها في بناء منظومة إعلامية حقيقية وفاعلة على أرض الواقع، داعية إلى ضرورة توظيف مثل هذه الدراسات التطبيقية لخدمة الدولة المصرية ومصالحها العليا.
وقد أثنت اللجنة على الجهد العلمي المبذول في الرسالة، وما تضمنته من معالجات فكرية ورؤى استراتيجية يمكن أن تسهم في إثراء الدراسات الأكاديمية وتعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات في المجال الإعلامي، وأوصت اللجنه بمنح الباحثة درجة دكتوراه الفلسفة فى الاستراتيجية القومية مع مرتبة الشرف الأولى.