المنتدى الوطني لحوض النيل يدين الخطوة الإثيوبية الأُحادية بملء السَدّ ويؤكد على الحقوق المائية لمصر والسودان

كتب : أحمد عبد الحليم
يعرب المنتدى الوطني لحوض نهر النيل عن رفضه القاطع للخطوة الأُحادية التي أقدمت عليها الحكومة الإثيوبية بإعلانها الرسمي عن إفتتاح و تشغيل السَدّ المُقام على مجرى النيل الأزرق، في مُخالفة صريحة للقانون الدولي و الأعراف المنظمة للأنهار الدولية المشتركة، و في تجاهل مُتكرر للإلتزامات و الإتفاقيات ذات الصلة، و في مُقدمتها البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 15 سبتمبر 2021.
وإعلان المبادئ الذى وقعته الدول الثلاث مصر والسودان و إثيوبيا، ويؤكد المنتدى أن هذا السلوك الأُحادي من جانب أديس أبابا إنما يُكرس سياسة فرض الأمر الواقع، و يقوض أسس التعاون الإقليمي المنشود في إطار مبادرة حوض النيل، وأحد أهم المبادئ التي تأسس عليها المنتدى الدولي لمنظمات المجتمع المدني لحوض نهر النيل (NBD) والذي يعمل في تناغم تام مع المبادئ التي تأسست عليها مبادرة حوض نهر النيل وهي مبادئ المشاركة والشفافية والإنتفاع المنصف والعادل والمستدام للموارد المشتركة، وأن إستبعاد دولتي المصب (مصر والسودان) من المشاركة في إدارة وتشغيل هذا المشروع، يُهدد المصالح المائية لشعوب وادي النيل، و يُعرض الأمن و الإستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة، كما أنه يتناقض تماما مع فلسفة المنتدى الدولي لمنظمات المجتمع المدني لدول حوض النيل و التي إختصرها في الشعار الذى تبناه منذ نشأته عام 2003 وهو شعار هام جدا وهو (نيل واحد .. عائلة واحدة) حتى أن المنتدى الدولي رفض إعتماد الإتفاقية الإطارية الجديدة التي إعتمدتها مبادرة حوض نهر النيل وقت صدورها نظرًا لإعتراض مصر والسودان والكونغو و إصرار المنتدى على الإجماع فيما يخص هذه الإتفاقية التي ترفض وجود حصص ثابته لأى دولة من دول الحوض وهو الأمر الذى يُهدد الأمن المائي لدولتي المصب مصر والسودان .
و إذ يعيد المنتدى الوطني لحوض نهر النيل التذكير بأن نهر النيل يُمثل شريان حياة لشعوبه كافة، من منطلق الفلسفة التي إعتمدها المنتدى الدولي بأننا نعيش على نيل واحد ضمن عائلة واحدة ، فإنه يعلن دعمه الكامل للموقف الرسمي لجمهورية مصر العربية، كما عبرت عنه وزارة الخارجية المصرية، في خطابها إلى مجلس الأمن الدولي، و الذي شدد على رفض جميع الإجراءات الأحادية الإثيوبية، وعدم الإعتداد بأي تبعات قانونية أو سياسية أو فنية تنجم عنها، و يشيد المنتدى بما أبدته مصر عبر السنوات الماضية، من إلتزام راسخ بالحلول السلمية، وضبط النفس، والإحتكام إلى قواعد القانون الدولي، رغم ما واجهته من تعنت وتسويف من جانب إثيوبيا.
و يؤكد المنتدى الوطني لحوض نهر النيل أن أي مُحاولة لتضليل الرأي العام الدولي بادعاءات واهية حول السيادة المُطلقة على النيل الأزرق، لن تغير من حقيقة أن النهر مورد مشترك، و أن تنظيم الإستفادة منه يتطلب توافقًا جماعيًا لقرارات مُنفردة، كما يرفض المنتدى أن يُستغل مشروع السَدّ لتحقيق أهداف سياسية داخلية، على حساب الحقوق التاريخية والقانونية لدول المصب.
و في هذا السياق، يُجدد المُنتدى إيمانه بموقف الشعبين المصري والسوداني في مواجهة التحديات الوجودية المترتبة على السلوك الإثيوبي، و يؤكد إحتفاظ مصر بحقها الكامل في إتخاذ كافة الإجراءات و التدابير التي يكفلها القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، للدفاع عن أمنها المائي ومصالح شعبها.
إن المنتدى الوطني لحوض نهر النيل، باعتباره جزءًا من المبادرة المدنية الإقليمية لحوض النيل، يدعو المجتمع الدولي والدول الأعضاء في المبادرة، إلى تحمل مسئولياتهم في مواجهة الإنتهاكات الإثيوبية، والتمسك بمبادئ التعاون والعدالة والإحترام المتبادل، ضمانًا لمستقبل آمن و مستدام لشعوب النيل كافة، ضمن فلسفة المنتدى الدولي لمنظمات المجتمع المدني، (نيل واحد ..عائلة واحدة).المنتدى الوطني لحوض نهر النيل – القاهرة 10 سبتمبر 2025.