الثقافةفن

السينما الكوبية تضيء مصر بفعاليات الأسبوع الإيبيرو أمريكي”

كتبت : إنجي صبحي

هناك جسر ثقافي بين مصر وكوبا جمعت في أجواء فنية مميزة، نظمت سفارة كوبا بالقاهرة أمسية سينمائية ضمن فعاليات أسبوع السينما الإيبيرو أمريكية، وذلك بالتعاون مع معهد ثربانتس بالقاهرة.

استقبل سفير كوبا بالقاهرة ” ألكسندر بييسير ” وحرمه ضيوف الأمسية، من بينهم سفير فنزويلا ويلمر بارينتوس وحرمه، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي ومحبي السينما اللاتينية ؛التصوير هنا استخدم المخرج لقطات طبيعية من أحياء هافانا، مما أضفى واقعية شديدة على المشاهد ، عن الموسيقى تقليدية كوبية تمزج بين الإيقاع الشعبي والعاطفة الإنسانية.

الإضاءة تباين واضح بين إضاءة الأحياء الراقية ساطعة ونظيفة والأحياء الشعبية دافئة ولكن مظلمة جزئياً الفيلم نال إشادة نقدية واسعة داخل كوبا وخارجها، ورُشح لتمثيل كوبا في جوائز الأوسكار عام 2012 في فئة أفضل فيلم أجنبي ؛ يُعتبر دعوة للتفكير في المساواة والعدالة الاجتماعية بأسلوب بسيط ومؤثر من خلال عيون الأطفال.

تضمنت الأمسية عرض الفيلم الكوبي الشهير “Habana Station”، الذي نال إعجاب الحضور لما يحمله من رسالة إنسانية حول الصداقة والحب والتضامن بين البشر، وقد حاز الفيلم على عدد من الجوائز الدولية.
فيلم «Habana Station» (محطة هافانا) هو أحد أبرز الأفلام الكوبية الحديثة، أخرجه إيان بادرو (Ian Padrón) عام 2011، ويمثل تجربة إنسانية واجتماعية غنية تعكس واقع المجتمع الكوبي وتناقضاته الطبقية، من خلال عيون طفلين يعيشان في عالمين مختلفين داخل العاصمة هافانا.، تدور الأحداث حول طفلين من بيئتين مختلفتين تمامًا مايو فتى من أسرة ثرية يعيش في حي راقٍ ويدرس في مدرسة موسيقية مرموقة وعن صديقة
كارلوس فتى من حي فقير في أطراف هافانا، يعيش حياة بسيطة مليئة بالتحديات ؛ حينما يلتقي الصديقان صدفة عندما يضيع مايو في يوم الاحتفال بعيد العمال، وينتهي به الأمر في الحي الفقير الذي يعيش فيه كارلوس.
تتحول هذه المغامرة إلى رحلة اكتشاف للذات والآخر، حيث يتعرف كل منهما على عالم جديد مختلف عن واقعه، ويتعلمان معًا معاني الصداقة، المساواة، والإنسانية. الفيلم يقدم مرآة للمجتمع الكوبي، حيث يُظهر
التباين الطبقي بين الأغنياء والفقراء رغم الشعارات الاشتراكية.، إمكانية التعايش والتفاهم بين الطبقات عندما تكون القيم الإنسانية حاضرة. ، فنجد نظرة الأطفال النقية التي تتجاوز الانقسامات الاجتماعية والسياسية.

الرسالة الإنسانية أن الإنسان يُقاس بما في قلبه وليس بما يملكه، وأن الصداقة قادرة على كسر حواجز الطبقة والمال .، الشخصية مايو الطفل الغني يمثل البراءة الممزوجة بالجهل بواقع الفقراء، يعيش في رفاهية دون إدراك لاحتياجات الآخرين اما كارلوس الطفل الفقير يجسد البساطة والكرم رغم قلة الموارد، ويمثل الجانب الحقيقي من الحياة الكوبية اليومية.

الأهل والمعلمون رموز للطبقة الاجتماعية والقيود التي يفرضها المجتمع، تعكس رؤى مختلفة عن العدالة والتكافؤ. محطة هافانا (Habana Station):
ترمز إلى نقطة اللقاء بين عالمين الغنى والفقر وإلى إمكانية التقاطع بين مصائر البشر رغم اختلاف طرقهم.

يسلط الفيلم الضوء علي عيد العمال كخلفية رمزية تذكر بالمبادئ الاشتراكية للمساواة، والتي تتناقض جزئياً مع واقع التفاوت الطبقي المعروض في الفيلم.

اللعب والألعاب الإلكترونية تمثل الفجوة بين من يملك التكنولوجيا ومن يعيش بدونها، لكنها أيضًا وسيلة للتقارب بين الطفلين.
وخلال كلمته، أعرب السفير” بييسير “عن شكره لمعهد ثربانتس على استضافته للأمسية، موجّهًا تحية خاصة لأصدقاء كوبا على حضورهم ومشاركتهم في هذا الحدث الثقافي الذي يجسد روح التعاون والتبادل الثقافي بين كوبا والدول الناطقة بالإسبانية من جهة، ومصر من جهة أخرى.

بالإضافة إلى أن فيلم Habana Station ليس مجرد حكاية طفلين، بل صورة مصغّرة لكوبا الحديثة بلد جميل ومثقل بالتناقضات، حيث يعيش الناس بين المثالية الاشتراكية والواقع الاقتصادي الصعب.

يقدّم الفيلم أملًا في التغيير عبر الجيل الجديد، ويؤكد أن التواصل الإنساني الصادق يمكن أن يتغلب على كل الحواجز.

تم نسخ الرابط بنجاح!
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights