مقالات

شريف سعيد يكتب: هل وجد الأهلي ضالته؟!

خاض النادي الأهلي أول اختبار تحت قيادة مدربه الجديد ياس سوروب، عندما واجه فريق إيجل نوار البوروندي في الدور التمهيدي لدوري أبطال إفريقيا، ورغم أن المباراة لم تشهد أداءاً هجومياً كاسحاً، إلا أنها قدمت ملامح واضحة لفكر المدير الفني الجديد، الذي تعامل مع اللقاء بحذر محسوب، مركزاً على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي أكثر من المغامرة الهجومية.

سوروب بدأ اللقاء بطريقة (4-2-3-1) مع تحركات محسوبة من الأجنحة والاعتماد على الكثافة العددية في وسط الملعب، في محاولة لفرض السيطرة تدريجياً وتفادي أي مفاجآت مبكرة.

وبدا واضحاً اهتمامه بتقريب الخطوط والضغط الجماعي لاسترجاع الكرة بسرعة، وهي سمة أوروبية يسعى لغرسها في أداء الأهلي منذ اللحظة الأولى. ورغم قلة الفرص المباشرة، فإن الفريق أظهر روحاً جماعية واستقراراً دفاعياً افتقده في فترات سابقة.

المدرب الدنماركي القادم من تجارب مميزة في أوروبا، أثبت في ظهوره الأول أنه واقعي وعملي أكثر من كونه مغامراً. فهو لا يبحث عن استعراض فني، بل عن بناء منظومة متوازنة يمكنها تحقيق الاستمرارية. مثلما ظهر في التشكيل والتبديلات أثناء المباراة والتي تعكس قراءة ذكية لطبيعة المنافسين الأفارقة، مع رغبة في منح الثقة لأغلب للاعبين قبل الدخول في مواجهات أكبر.

لكن الأداء الهادئ المائل للتحفظ قد يثير قلق جماهير الأهلي المتعطشة للفوز دائماً والعروض القوية، خاصة أن الصبر ليس من طباع جمهور القلعة الحمراء. ومع ذلك، فإن الانضباط الذي فرضه سوروب في أول ظهور له يمنح انطباعاً بأنه مدرب يعرف جيداً كيف يبدأ مشروعاً طويل المدى، ولن يكون الحكم الفني عليه نتيجة مباراة اليوم، لكن الحكم الحقيقي سيكون فيما سيُبنى عليها في قادم المباريات.

تم نسخ الرابط بنجاح!
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights