مقالات

حنان البشلاوي تكتب : الأبطال لا يموتون

حينما اسبح في ذكرياتي مع ابي معلم الصاعقه المصريه وبطل من ابطال اكتوبر المجيد واقوم بجوله سريعه في ذاكرتي٠٠ اتذكر حديثه الذي لا يزال يؤنسني ٠٠اتذكر نظراتي له وانا مبهوته يملؤني الفزع وانا أتساءل عن أحداث العبور يوم ٤ أكتوبر للاستعداد وتهيئه الكمائن للاشتباك خلال ساعات مع العدو الإسرائيلي حتى صدرت الأوامر بالاشتباك يوم السادس من أكتوبر وهو وقت اعلان موعد الحرب على العدو٠٠اجاب كنت اتعجل اللقاء منذ ١٩٦٧ عام النكسه ولم استسلم لخوفي بل تغلبت عليه بقوة الإيمان والاراده والثقه بالنصر٠٠٠منذ هذا التاريخ والجيش المصري لا يهدأ قائم على قدم وساق يتعجل المواجهه ويشتهي اللقاء و في خلال ساعات سيطر و بلغ الهدف٠٠٠ وبينما ابي يتحدث عن الدور الذي قام به في المعركه والمخاطر التي تعرض لها محارب قاهر ادركت ثقل الحمل الذي وضع على عاتقه ٠٠٠ ومهما كان الحمل ومهما كانت المسؤليه هل يقف أمام الأبطال وارادتهم عائق مهما كان ؟ اذن من هو البطل الحقيقي ؟؟؟

البطل هو من كان من الطلائع الأولي لعمليات العبور في حرب اكتوبر المجيد العاشر من رمضان وحارب بأيدي الإيمان والحق تهتز الأرض تحت قدمه

البطل هو معلم صاعقه تدرب ودرب على التكتيك لمدة ست سنوات متواصله تدريبات لا يقو عليها سوى الرجال الأقوياء الأفذاذ للاستعداد لملاقاة عدو لا يبال بقوته

البطل هو من غسل العار الذي لحق بجيشه ووطنه في نكسة ٦٧ واندفع كالصاعقه وحاصر عدوه واباده وجعل ارض سيناء مثواهم الأخير ولقنهم درسا لكنه ليس الدرس الاخير

البطل هو الثابت الصامد الذي تغلب على خوفه ولم يستسلم وخاض معركه مروعه واشتبكت فيها الأجساد بالأجساد وسلاح الحق والقوه بسلاح الباطل والظلم وهذا أصعب واشرس أنواع المواجهة وهزم جيشا لا يقهر كما وصفوه وأقسم الا يترك شبرا واحدا من أرضه لعدوه

البطل هو موضع الصدور هو المعلم الذي تقدم معركه وعبر في يوم سابق على اليوم الذي حددته القياده السياسيه للعبور للتهيئه والاستعداد وتسكين الجنود لملاقاة عدو اكتسح أرضه

البطل هو من رفع معالم العدل والحق واخضع الظلم والباطل

البطل هو من يواجه أصعب المواقف وأصعب القرارات التي يفر منها الناس

البطل هو االمملؤ بالإيمان القوي الذي يذلل الصعاب

البطل هو النقي الذي كان عمله طيبا وبواعثه طاهره وواثق من نصر الله

البطل هو الدقيقه الواحده من عمره تساوي اعواما لانها حافله بالعمل والصبر على أصعب الظروف وبلغ ما لا يبلغه غيره

البطل هو من شهدت له وحدته وسلاح الصاعقه ببطولته بشهاده نصها كالآتي((تشهد الوحده رقم ١٥١٦ ج ٢٢ بأن مقاتلنا البطل عبدالله البشلاوي ضمن الطلائع الأولي لعمليات العبور في حرب رمضان المجيد ١٣٩٣ هجريه الموافق اكتوبر ١٩٧٣ وضمن وحدات الصاعقه التي أنزلت خلف خطوط العدو في عمق سيناء لتعطيل تحركاتهم وقام بتنفيذ المهام التي كلف بها على أكمل وجه ))

مصر تحتفل كل عام بنصر اكتوبر المجيد لكن ابي الفاضل معلم الصاعقه المصريه وبطل من ابطال اكتوبر المجيد كان يحتفل كل ساعه وكل يوم بهذا النصر العظيم كان يحدثني دائما عن بطولاته الخارقه التي لا يتخيلها عقل بشر مهما قص لهم من حكايات عن نصر أكتوبر وكيف حقق هؤلاء الأبطال هذا النصر مهما كانت تخيلاتهم فلن يصلوا إلى واقع المعركه الحي الذي عاشه الأبطال لحظه بلحظه
ابي لن يحدثني عن بطولاته فقط بل حدثني مرارا عن قاده عظماء أبطال لولاهم لم يتحقق النصر قاده كانوا مستعدين بالتضحيه بأرواحهم من أجل استرداد الأرض ٠٠قاده اهملتهم دولتهم ولم تقدر مواقفهم المجيده وما بذلوا من جهد وتفان في سبيل تحقيق النصر ٠٠٠كنت أشعر بالمراره في حديث أبي حينما يتحدث عن القائد الفريق سعد الدين الشاذلي ويقول مش ده اللي يدخل السجن ٠٠٠دخوله السجن اهانه له وعدم تقدير لبطولته وجهده في حرب اكتوبر ٠٠٠لكن ماذا اقول فهذا هو حال الدول الناميه التي ما زالت تجهل قيمة من ضحوا من أجل وطنهم وعدم تقديرهم

الفريق سعد الدين الشاذلي الذي جمعته الظروف بوالدي مرارا بحكم التدريبات حيث أن هذا القائد كان متواجد دائما في وسط الضباط والجنود لمتابعة التدريبات ٠٠هذا البطل كان صاحب اعظم حادثه كانت حديث الجيش المصري ارضت الكرامه المصريه واظهر شجاعته واقدامه حينما اقتحم وباغت العدو الإسرائيلي في عقر داره بسيارته الجيب ومن خلفه كتيبته ٠٠كان يتقدمهم دائما٠٠ يحارب بسلاحه وضع خطه الهجوم الماحق ونشبت معركه طاحنة مع العدو واطبق المصيده عليهم وقطع اتصالهم واشتد الفزع وابادهم وملأ الشوارع بجثثهم وجعل الأرض قبورا مفتحه تحت أقدامهم وكان يقسم دائما أمام الجنود اننا لن نترك شبر واحد من ارض سيناء لهم واظهر للعالم كله جزاء الباغي المعتدي

وحكى لي ابي عنه انه كان لا تفارقه خريطة سيناء كان عبقري حافظ كل مداخلها ومخارجها كان يتابعنا عن كثب في كل مهمه نخرج لتنفيذها وكان يضع كل الاحتمالات لعودة الناجون بعد كل مهمه ومن أين يعودوا٠٠و هو من عثر علينا انا وزميلي أثناء عودتنا بعد تنفيذ إحدى المهام كنا هائمين بصحراء سيناء على وشك الموت لا ندري اين نذهب٠٠ ولولا عناية الله والذخيره التي تبقت معي٠٠ ولولا الفريق سعد الدين الشاذلي ما عدنا سالمين ٠٠٠هو من عثر علينا بسيارته واخدنا لأقرب وحده عسكريه لعمل اللازم معنا رحم الله الفريق سعد الدين الشاذلي القائد العظيم الذي انتصرنا بفضل عبقريته

وفي الختام اقول ٠٠جيش مصر الحر٠٠ الشريف المقام وسط جيوش العالم٠٠ ذات أصول شريفه٠٠ المنحدر من سلالة الامجاد٠٠ المسطور على القلوب الجدير بالتقديم والتمجيد ٠٠الجيش الذي يلهج وينشد ويعيش باسم مصر الاعز عليه من حياته ٠٠٠الجيش الذي خير بين ان يكون مفخره او مذله للأبد ٠٠لكنه قرر واختار أن يكون مفخره للأبد ٠٠وان يقال عنه انه إستطاع أن يقهر جيشا صناعته سفك الدماء ٠٠جيش قادر وقاهر لا يعجز عن العدو الإسرائيلي بل استطاع أن يلقاه ويستاقه ويذله٠٠ واستزاد من الفخر حينما ملأ إسرائيل فزعا وعاقبها أمام العالم على جرأتها حينما استباحت الأرض المصريه٠٠ ولم يشفى حتى أدرك ثأره من عدوه وخر صريعا يطلب العفو ويتذلل ٠٠الجيش المصري جيشا لا يوجد من يعدله في جيوش العرب بل والعالم٠٠ قوه وشجاعة وايمان يستطيع أن يقاتل حتى لو نفد السلاح لا يعجزه شيئا ٠٠جيش صارم صلب بارع في الحروب ما بغى عليهم باغ إلا ودمروه يحمل من العداوة لكل من يتجرأ على مصر وشعبها٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى