رسالة دكتوراة تناقش كيف يمكن لقائد ملهم أن يُحدث تغييرا جذريا في أى مؤسسة؟

القيادة الملهمة تلعب دورًا حيويًا في تحسين الأداء الاستراتيجي من خلال عدة أبعاد رئيسة تشمل الثقة بالنفس، التوجه الاستراتيجي، إدارة التغيير، وتمكين العاملين. هذه الأبعاد تؤثر بشكل جوهري على تحقيق الأداء الاستراتيجي في المحاور المختلفة مثل المحور المالي، محور العملاء، محور العمليات الداخلية، ومحور النمو والتعلم، والمحور المجتمعي هذا كل ما تم مناقشته فى رسالة الدكتوراه المقدمة من العميد دكتور حسام فودة “القيادة الملهمة فى تحسين الاداء الاستراتيجى دراسة تطبيقية على الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى ” بكلية العلوم العسكرية للعلوم والادارة بحضور الدكتور سيد الخولى استاذ ادارة الاعمال والانتاج والعمليات بجامعة عين شمس ورئيس لجنة المناقشة والحكم .
ولواء دكتور عادل امام حامد مدير الكلية العسكرية عضوا للمناقشة والدكتور بسام الاحمدى استاذ ادارة الاعمال بجامعة عين شمس مشرفا
خلص الباحث حسام فودة فى هذه الرسالة الى ان القيادة الملهمة توفر رؤية واضحة ومحفزة للمستقبل وتعزز التفاؤل والإبداع وتحث الفرق على التفكير المبتكر وحل المشكلات بطرق جديدة، مما يحسن الأداء العام للمؤسسة ويعزز من قدرتها على التكيف مع التغيرات وتحقيق أهدافها الاستراتيجية فى النموذج العملى المطبق على الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى .
واوضح الباحث حسام فودة فى رسالته ان عالم الأعمال المتسارع والمتغير باستمرار تبرز فيه أهمية القيادة الملهمة كعامل حاسم في تحقيق تغيير جذري داخل المؤسسات مضيفا ان القائد الملهم ليس مجرد مدير يدير المهام اليومية بل هو شخصية قادرة على إلهام الآخرين تحفيزهم وتوجيههم نحو رؤية طموحة تتجاوز الحدود التقليدية.
واشار الباحث الى ضرورة ان يمتلك هذا القائد القدرة على تغيير ثقافة المؤسسة وتحسين أداء الموظفين، وتعزيز الابتكار لضمان استدامة النجاح مستعرضا الجانب الاهم فى رسالته وهو كيف يمكن لقائد ملهم أن يُحدث تغييرًا جذريًا في المؤسسة من خلال استراتيجياته، مهاراته وتأثيره على الأفراد والبيئة التنظيمية المحيطة .
مفهوم القيادة الملهمة
وركز الباحث فى رسالته ان القيادة الملهمة هي أسلوب قيادي يعتمد على القدرة على تحفيز الأفراد وإلهامهم لتحقيق أهداف مشتركة من خلال رؤية واضحة وقيم إيجابيةو يتميز القائد الملهم بالحماس و التعاطف والقدرة على بناء علاقات قوية مع فريقه مما يجعله قادرًا على إحداث تغييرات عميقة في طريقة عمل المؤسسة.
تعريف القيادة الملهمة
وتحدث الباحث الى انه يمكن تعريف القيادة الملهمة بأنها القدرة على توجيه الأفراد نحو تحقيق رؤية طموحة من خلال التحفيز العاطفي والفكري و يعمل القائد الملهم على تمكين الموظفين تعزيز شعورهم بالانتماء، وتشجيعهم على التفكير الإبداعي لتحقيق نتائج استثنائية .
أهمية القيادة الملهمة في التغيير
وخلص الباحث من خلال التطبيق العملى فى الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى الى انه في ظل التحديات التي تواجهها المؤسسات المختلفة فى الدولة مثل المنافسة المتزايدة والتغيرات التكنولوجية تصبح القيادة الملهمة ضرورية لتحقيق التغيير الجذري و يساعد القائد الملهم على التغلب على مقاومة التغيير وتعزيز الابتكار، وخلق بيئة عمل داعمة تُشجع على الإنجاز
خصائص القائد الملهم.
واشار الباحث الى ان القائد الملهم يتمتع بمجموعة من الخصائص التي تمكّنه من إحداث تغيير جذري في المؤسسة هذه الخصائص تجمع بين المهارات الشخصية والمهنية التي تجعل القائد نموذجًا يُحتذى به
كشيرا الى ان القيادة الملهمة ترتبط بشكل وثيق بإدارة التغيير والتمكين الوظيفي، حيث تلعب دورًا محوريًا في تحقيق نجاح التغيير وتنشيط الموظفين ليتحولوا إلى قوة فاعلة داخل المنظمة
علاقات القيادة الملهمة بإدارة التغيير
وعند دور القائد فى القيادة الملهمة تحدث الباحث حسام فودة الى ان القيادة الملهمة تمكّن القائد من صياغة رؤية ملهمة وواضحة توجه جهود التغيير داخل المؤسسة، مما يساعد على تقليل مقاومة التغيير بين الموظفين
والقائد الملهم يخلق بيئة داعمة تعزز الابتكار والتجديد ويحفز العاملين على تبني التغيير بدلًا من الخوف منه وهذا يُسرّع تحقيق أهداف التغيير التنظيمي.
علاقات القيادة الملهمة بالتمكين الوظيفي
واكد الباحث فى رسالته ان القادة الملهمون يعطون الموظفين الثقة والمسؤولية لاتخاذ القرارات، مما يشعرهم بالتمكين ويعزز مشاركتهم الفاعلة في العمل كما ان التمكين الوظيفي يؤدي إلى زيادة الدافعية الذاتية للموظفين وتحسين إنتاجيتهم ورضاهم الوظيفي واعتبر الباحث ان القيادة الملهمة تعد حجر الزاوية في نجاح إدارة التغيير والتمكين الوظيفي، لأنها توفر الرؤية، الحماس، والدعم اللازمين لتحقيق تحول إيجابي داخل المؤسسات ويزيد من التزام الأفراد وتحقيق الأهداف التنظيمية بكفاءة
صانع التميز الوظيفى.
يرى الباحث حسام فودة أن القائد الملهِم هو صانع للتميز الوظيفي في بيئة العمل المؤسسي إذا اتبع أدوات الإدارة الحديثة، وفهِم طبيعة العلاقة بموظفي المؤسسة إذ يُعَد القائد الملهِم الدافع الأول لرفع مستويات الأداء المؤسسي والركيزة الأساسية التي تساعد على تحفيز فِرق العمل وتوجيهها نحو التفوق في العمل وتشجيع الإبداع والابتكار وذلك باستثارة الإمكانيات البشرية لدى الموظفينوالاستفادة من الدوافع الكامنة فيهم، وإلهام الآخرين التحركَ الجاد نحو تحقيق أهدافهم الشخصية، وطموحاتهم، وما لها من انعكاسات في بيئة العمل .
ومن أهم الامثلة التى وضعها الباحث من خلال نموذجه التطبيقى هو ان عوامل صناعة التميّز الوظيفي هو مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات الإدارية فالقائد الملهِم يُعزز ثقة الموظفين بأنفسهم ويَعُدّهم شركاء في صنع القرارات ويسعى من خلال حيزه المهني وقدراته الإدارية إلى الاستفادة من خبرات فِرَق العمل ورؤاهم في عمليات اتخاذ القرارات بتشجيع المشاركة الفعالة والتواصل المستمر معهم .
ميضيف الباحث ان القائد الملهِم يتمكن من جذب أفكار مبتكرة وحلول مثالية للمعضلات التي قد لا تكون ظاهرة بوضوح؛ كما أنه يتيح للموظفين فرصة التعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية ما يعزز انخراطهم والتزامهم القرارات المتخذة وبفضل هذا التفاعل الديناميكي بين القائد والموظفين يتمُّ تعزيز الشعور بالانتماء إلى الفريق والإسهام الفعّال في تحقيق الأهداف الإدارية.
واوضح الباحث ان القيادة الملهِمة تؤدى دورا حاسمًا في تحسين الأداء الوظيفي لفِرَق العمل في المؤسسة وتطويرهوتحقيق أقصى إمكانياتهم، وصقل مهاراتهم وتوفير التدريب والتعلم المستمر والتطوير الشخصي والمهني لهم ويهتم القائد الملهِم بتوفير بيئة داعمة ومحفّزة للتحسين المستمر في الأداء وبناء ثقافة تعتمد على التحفيز الإيجابي والتقدير الذاتي إذ يُشجِّع الموظفين على تحقيق أهداف صعبة وطموحة وتحدّي ذواتهم لتجاوز التوقعات ويحثهم على طرح الحلول الخلاقة والمبتكرة للتحديات المختلفة، وتقديم أفضل ما لديهم لتحقيق التميّز الوظيفي.
نتائج الدراسة التطبيقية للباحث
اظهرت نتائج الدراسة التطبيقية في الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى أن للقيادة الملهمة تأثيرًا جوهريًا على تحسين الأداء الاستراتيجي بأبعاده المختلفة حيث تؤدي إلى زيادة في الإنتاجية والرضا الوظيفي وتحقيق نجاح مؤسسي أفضل.
هذه النقاط تلخص فى دور القيادة الملهمة في تحسين الأداء الاستراتيجي من خلال تحفيز العاملين وقيادة التغيير بفعالية وتوجيه الموارد نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية بنجاح.