سياحه

العالم كله في إنتظار الحدث الاعظم أول نوفمبر.. إفتتاح المتحف المصري الكبير يشعل نسبة الإشغالات لتصل إلى 90%

كتب : عبدالرحمن مصطفى

العالم كله تتجه انظاره نحو مصر بسبب إنتظار إفتتاح المتحف المصري الكبير الذي تسبب في إشغالات الفنادق والمطاعم في القاهرة

هذا الحدث الثقافي الأبرز هذا العام والذي يعد أضخم متحف أثري في العالم، وواجهة جديدة تجسد عظمة الحضارة المصرية عبر العصور.

يقع المتحف على مساحة نحو 500 ألف متر مربع بتكلفة تخطت مليار دولار، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف فصول التاريخ المصري القديم – من الدولة القديمة والوسطى والحديثة وحتى العصرين اليوناني والروماني – في عرض متكامل يوظف أحدث تقنيات العرض التفاعلي والرقمي.

وسيعرض لأول مرة مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة، والتي تضم أكثر من 5,000 قطعة أثرية، إلى جانب التيجان والتماثيل العملاقة والأعمدة الضخمة ومركب الشمس.

سيشارك في الحفل نخبة من القادة العالميين، ووفود رسمية رفيعة المستوى، سيكون من الصعب مشاهدته من أرض المتحف. ووفقاً للترتيبات الرسمية، لن يكون المتحف متاحاً للزيارة العامة خلال الفترة من 1 إلى 3 نوفمبر، حيث تقتصر فعاليات الافتتاح على رؤساء وملوك الدول، وسفرائهم، ووزرائهم، وكبار المسؤولين المصريين. على أن تفتح أبواب المتحف للجمهور اعتباراً من 4 نوفمبر.

أما أسعار التذاكر بعد الافتتاح فتبلغ 1,450 جنيهاً مصرياً للزوار الأجانب البالغين، و750 جنيهاً للأطفال والطلبة الأجانب، بينما حددت التذاكر للمصريين بقيمة 200 جنيه للبالغين و100 جنيه للأطفال والطلبة، بحسب موقع المتحف.

اعلن الخبير السياحي ورئيس مجلس إدارة شركة “إيجيبت ترافل ميكرز” هشام هزاع إن افتتاح المتحف المصري الكبير سيسهم بشكل مباشر في رفع نسب الإشغال الفندقي في القاهرة إلى ما بين 85 و90% خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن يصل عدد السياح إلى نحو 18 مليون سائح بنهاية عام 2025. هذا الرقم يمثل زيادة عن 15.3 مليون سائح العام الماضي.

وأوضح هزاع أن شركات السياحة المصرية والعالمية وضعت برامج زيارة المتحف المصري الكبير على رأس أولوياتها منذ فترة ما قبل الافتتاح، حيث تشهد الفترة الحالية قفزة كبيرة في حجم الحجوزات مقارنة بالمواسم السابقة.

و ارتفع الطلب من السائحين في المدن الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة على رحلات اليوم الواحد لزيارة المتحف والأهرامات، إلى جانب زيادة الطلب على رحلات النايل كروز وارتفاع حركة الرحلات عبر مطار سفنكس الدولي.

وكشف هزاع أن برامج السياحة للأجانب، المقرر تنفيذها اعتباراً من 4 نوفمبر، ستتضمن زيارة شاملة للمتحف وجولة داخل قاعاته، يعقبها وجبة غداء في أحد المطاعم المرخصة داخل أو خارج المتحف، ثم زيارة لمنطقة الأهرامات ضمن البرنامج اليومي.

وتوقع الخبير السياحي أن ترتفع الحجوزات السياحية بنسبة لا تقل عن 20% بنهاية العام، مؤكداً أن المتحف المصري الكبير لن يكون مجرد مزار أثري جديد، بل منصة سياحية عالمية تعيد رسم خريطة السياحة في مصر وتضعها في صدارة الوجهات الثقافية الدولية.

وأشار هزاع الي أن المتحف سيفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمارات الفندقية والسياحية في منطقة غرب القاهرة، مع توقع زيادة عدد الغرف الفندقية بالمنطقة، مؤكداً أن المشروع سيعزز من عدد الليالي السياحية في مصر ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والفعاليات الدولية داخل حرم المتحف.

وقال أن كل مليون سائح إضافي يوفر نحو 200 ألف فرصة عمل للمصريين، ما ينعكس إيجاباً على معدلات التشغيل والدخل القومي وزيادة احتياطي النقد الأجنبي، إلى جانب تحفيز تنفيذ مشروعات تنموية متكاملة تدعم البنية التحتية للسياحة في مصر.

وتنفيذاً لتوجيهات وزارة السياحة والآثار وغرفة المنشآت والمطاعم السياحية، تم تكثيف الجهود لرفع كفاءة المنشآت القائمة وتوحيد معايير الجودة، خاصة داخل نطاق المتحف ومنطقة الأهرامات، إذ أصبحت المطاعم السياحية جزءاً من “العرض المتحفي” نفسه، حيث يتعامل السائح العالمي مع الطعام كجزء من التجربة الثقافية.

و ان المنطقه تشهد حالياً تجهيز وتشغيل عدد من المطاعم الفاخرة، من بينها “مطعم الأهرام” الذي يمتد على مساحة تتجاوز 6,000 متر مربع ويتمتع بإطلالة بانورامية مباشرة على الأهرامات الثلاثة، ومطعم “حديقة المعبد” الذي يجمع في تصميمه المميز بين الطابع العصري والروح الفرعونية. هذا بالإضافة إلى سلسلة مطاعم وكافيهات محلية وعالمية مثل “زوبا” و”Dolato” و”حلو ومر”، لتغطية كل فئات الزوار من العائلات إلى الوفود

في الوقت نفسه، تكثف غرفة المنشآت والمطاعم السياحية جهودها لتدريب العاملين ورفع جاهزية المنشآت في محيط المتحف، من خلال برامج متخصصة لتأهيلهم على التواصل بعدة لغات مع مختلف الجنسيات، وتطبيق أعلى معايير السلامة الغذائية والتفتيش الصحي اليومي، بحسب وهبة.

ويجري حاليا تطوير أساليب التقديم والتصميم الداخلي بما يتناسب مع مستوى الحدث العالمي، إلى جانب تحديث قوائم الطعام لتضم المأكولات المصرية التراثية بنكهات عصرية تلائم ذوق السائح الأجنبي.

قال مصدر سياحي حكومي إن أغلب الفنادق المطروحة للحجز حالياً في نطاق القاهرة، خاصة القريبة من منطقة الأهرامات، تنتمي إلى فئة الأربع والثلاث نجوم، وتشمل في معظمها فنادق بوتيك أو غرفاً فندقية صغيرة، إلى جانب دخول عدد من الشقق الفندقية في المناطق المجاورة ضمن منصات الحجز العالمية مثل “Airbnb” و”Expedia” و”Booking” وغيرها.

و من المتوقع أن تقيم الوفود الرسمية والبعثات المهمة في فندق “مينا هاوس” لما يتميز به من موقع استثنائي يطل مباشرة على الأهرامات والمتحف الكبير، إلى جانب فنادق وسط القاهرة الفاخرة مثل “جراند نايل تاور”، “فورسيزونز نايل بلازا”، “فورسيزونز فرست ريزيدنس”، و”فيرمونت نايل سيتي”.

وأوضح أن هناك إقبالاً ملحوظاً على فنادق غرب القاهرة خلال فترة الافتتاح وطوال شهر نوفمبر، خاصة فنادق “مينا هاوس” و”هيلتون دريم” و”سويس إن” و”موفنبيك” و”هيلينان دريم” وغيرها، مشيراً إلى أن الحجوزات الحالية تعكس اهتماماً متزايداً من الزوار بالمناطق المطلة على المتحف والأهرامات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى