
كتب / نادر أحمد
تحتضن منطقة أهرامات الجيزة معرض ” الأبد هو الأن ” والذي يعتبر من اضخم المعارض للفن المعاصر ، ويقام بين أحضان الحضارة المصرية العريقة ، مازجاً بين عبق الحضارة وروح الإبداع المعاصر ، وتستمر فعالياته ونسخته الخامسة حتي يوم السادس من شهر ديسمبر القادم ، وتنظمه مؤسسة أرت جي إيجيبت تحت رعاية وزارة الثقافة والسياحة والخارجية وبالتعاون مع منظمة اليونسكو بمشاركة عشر فنانيين من مختلف دول العالم من بينهم: ميكيلانجيلو بيستوليتو (إيطاليا)، ألكسندر فارتو المعروف بـ “فيلس” (البرتغال)، أليكس بروبا (أمريكا ) ،سوليد نيتشر (هولندا ) آنا فيراري (البرازيل)، ميرت إجه (تركيا)، صالحة المصري (مصر)، نديم كرم (لبنان)، كينغ هونديكبينكو (بنين/فرنسا)، وجي بارك (كوريا الجنوبية) .
قدم الفنانين الكبار أعمالاً من الأكريليك والمعادن والفخار والسيراميك والحجر الطبيعي والألومنيوم والصلب وسقالات معدنية وأبواب خشبية ، وأعمالًا تتنوع بين المنحوتات والتركيبات الفنية أمام سفح الأهرامات تعبر عن الأبدية التي تعيشها المنطقة الفرعونية بأثارها الخالدة ، ومن الأعمال البارزة أن أعاد بعض الفنانين تدويربعض المواد المستخدمة من بينها المعادن والأنابيب ، وأيضاً الأبواب الخشبية التي ألقيت في النفايات .
أكد المشاركين من الفنانيين سعادتهم وتواجدهم أمام أهم أثر تاريخي في العالم ، ويقدمون أعمالهم المعاصرة والتي تحاكي الزمن القديم ، كما أن المعرض يقام في توقيت إفتتاح المتحف المصري الجديد ، الذي يبعد عن أعمالنا بحطوات قليلة مما يساهم في زيادة زوار المعرض ، ويقول الفنان الإيطالي المخضرم مايكل أنجلو بيستوليتو أنه قدم عملاً أطلق عليه ” الجنة االثالثة ” جمع خلاله بين الماضي والحاضر والمستقبل في نسيج إبداعي بديع ، مشيراً بأن الأهرامات تمثل فجر التاريخ ورمز الخلود الإنساني .
بينما قدم الفنان البرتغالي ألكسندر فارتو عملاً أطلق عليه ” أبواب القاهرة ” جمع خلاله أبواب مختلفة الأشكال تقف في تحدي أمام الأهرامات في تجربة يحتفي خلالها بالتجربة الإنسانية المتواضعة ، ويتأمل في الذاكرة والعبور لمختلف العصور .
وتعتبر د. صالحة المصري هي الفنانة المصرية الوحيدة المشاركة في المعرض الدولي بعمل خزفي أطلقت عليه ” ماعت ” وهو رمز الحق والعدل والصدق في عهود الفراعنة ، ويتخذ العمل شكل خاتم ملكي عملاق تشكل دائرته نافذة تطل علي الهرم الخالد ومنها إلي عالم الخلود والأفق الإنساني المشترك ، محوّلًا الختم الملكي من رمز للسلطة إلى مساحة للتأمل الإنساني المشترك .
وإبتكر الفنان اللبناني نديم كرم عمله “زهور الصحراء” بإعادة تدوير الخردة ليصنع إبداعاً، مستلهمًا فكرة تجدد الحياة وانبعاث الذاكرة من رمال الزمن
وشاركت الفنانة البرازيلية آنا فيراري بعملها «الرياح» الذي يحول حركة الهواء إلى لحن موسيقي من خلال 21 أنبوب فلوت من الألمنيوم في تشكيل حلزوني مستوحى من المشهد الصحراوي الخالد.
وشارك الفنان الكوري الجنوبي جي بارك بعمل “الرمز الأبدي” الذي يربط بين الحضارتين المصرية والكورية في جسر رمزي يتجاوز حدود الزمان والمكان.
أما الفنانان أليكس بروبا وسوليد نيتشر من الولايات المتحدة وهولندا فعبّرا في عملهما «أصداء اللانهاية» عن حوار بين الأرض والتاريخ واللون في مواجهة أقدم إنجازات البشرية.
فيما عرض الفنان كينج هوندكبينكو من بنين وفرنسا عمله «طوطم أبيض من النور»، وهو أكبر قطعة خزفية أنجزها حتى الآن، تعبّر عن التناغم بين روح مصر الأبدية وأفقها الواسع.
وأكد الفنان التركي ميرت إيجي إن عمله «الانفتاح الأبدي» يجسّد حالة دائرية من الزمن بلا بداية ولا نهاية، بينما قدّم الثنائي الفرنسي الروسي ريسايكل جروب عملًا بعنوان “لا شيء” يعبر عن التحول من الروحانية التقليدية إلى الوعي الرقمي المعاصر.












