900
900
مقالات

أحلام مؤجلة .. قصة قصيرة

900
900

بقلم /على محمد العقار

لليأس إحساس غريب ،
حين يتملكك ويسطير عليك،
كانك تصارع الموت على قارعة الطريق أمام أعين المارة ،
بمنتصف النهار بيوم من أيام الصيف ، أسفل إشارة المرور لميدان عام ، زجاجة ماء يلقي بها احدهم اليك تبقيك على قيد الحياة ،

لكن ابتسامة طفلة وسط بقعة من الفرح تضع على رأسها تاج من الزهور ، تمسك بيد والدتها وبيدها الاخرى بلونة مربوطة بخيط رفيع من الاحلام الوردية ، تلوح بها في الهواء تجعلك تعيش بهجة الحياة نفسها ،وانت قعيد على الارض ترى كل شي بوضوح ، المشاة يعبرون بأمان ، السيارات واقفة فرصة لتلتقط المحركات انفاسها ، الاشارة الخضراء التي يكسرها سائق سيارة اجرة من أجل فتاة جميلة .

إشارة اليه من الجهة الاخرى وفي النهاية ركبت مع غيرة
ف سار بلا هدف في داىرة مغلقة بوجه عبوس ،
الشمس عمودية ، والرجل الاصلع مشمئز لا يعير للمارة اي اهتمام برغم انه يضع على عينية نظارة

ويمسك بيده الشمسية ، بائعات المناديل والورود جفت حلوقهن من كثرة المناداة ، واستعطاف ركاب السيارات الفارهة الشراء وجبر خواطرهن ، طلبة عائدون من الجامعة ، عندهم الحماس يطلب منهم سائق احد الباصات المتعطلة ، و تتكدس به اجساد لمنهكين المساعدة ، ودفعها بقوة من الخلف حتى تواصل السير والعطاء ، وبجوارها سيارة ربع نقل تحمل بطيخا بداية الموسم ، تستدير رواوسهم جميعا نحوها بشغف يسيل لعابهم احلام مؤجلة ، عمال اليومية يقفون على الرصيف ينتظروا من يطلب الشقاء بثمن بخس من سكان العالم الاخر ، ليتسنى لهم رؤية حياة البزخ بالمدن الجديدة ،سيارة شرطه تحمل مساجين يفكرون في الهروب

وارواحهم تشتاق للحرية ، عمال البلدية يحفرون على جانبي الطرقات حفرا صغيرة ليغرسوا بها فسايل لاشجار الزينة ويتمنوا بخيالهم لو كانت مثمرة ورجال الدين يقولون من يقطف ثمارها في المستقبل ليس اثما ، سيارة الاسعاف قادمة لعل احدهم طلبها لمساعدتي من باب الانسانية او لانني اعيق حركة السير في هذا الميدان الحيوي للمدينة بكل اتجاه .

900
900
زر الذهاب إلى الأعلى