مقالات

إبراهيم مدكور يكتب: رؤية الرئيس.. وإنجاز الوزير

لا تمر اجتماعات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الشباب والرياضة مرور الكرام، لأن هذا الملف تحديدًا لم يعد مجرد نشاط ترفيهي أو منافسة رياضية، بل أصبح مشروع دولة، واستثمارًا مباشرًا في أهم مورد تمتلكه مصر: شبابها.

اللافت في الاجتماع الأخير لم يكن الأرقام فقط—رغم ضخامتها—بل المنهجية التي تقود العمل؛ رئيس يضع رؤية شاملة، ووزير ينفذها بأدوات واقعية، ويقدّم طفرات تُحسب للقطاع الرياضي والشبابي كأحد أسرع القطاعات نموًا في الدولة المصرية.

فمنذ 2018، تحولت وزارة الشباب والرياضة من جهاز إداري تقليدي إلى مؤسسة تعمل بمنطق “العائد على الاستثمار”، والنتيجة واضحة: 34 مليار جنيه عوائد استثمارية، 1.34% مساهمة في الناتج المحلي، وأكثر من 24 مليون طفل و70 مليون شاب مرّوا عبر برامج الوزارة… هذه ليست خططًا على الورق، بل مشروع وطني ضخم يمس كل بيت.

ومَن يتابع تفاصيل المشروع يدرك أن الوزير الدكتور أشرف صبحي لم يعتمد على القوالب التقليدية، بل نقَل الرياضة إلى الشارع، ونقَل الشارع إلى مراكز الشباب.
فجاء دوري القهاوي، ودوري الشوارع، والمدرب المجتمعي، والأحياء الشعبية، والممارسة العامة… كلها أفكار تُشبه الناس، وتُعيد للرياضة معناها الحقيقي: بهجة واندماج وعدالة وصول.

حتى الألعاب الشعبية—كالطاولة والدومينو—لم تعد مجرد “تسلية”، بل أصبحت مدخلاً ذكيًا للوصول إلى ملايين لم يطرقهم أي نشاط رسمي من قبل. هذا فكر خارج الصندوق لا يحدث صدفة، بل يعكس فهمًا لوظيفة الرياضة في المجتمع وليس في الملاعب فقط.

وفي جانب المنشآت، فإن أكثر من ألف مركز شباب في إطار “حياة كريمة”، وتطوير المدن الشبابية والمعسكرات ومراكز الطب الرياضي، يعكس أن مصر لا تبني أحلامًا على الورق، بل بنية تحتية تليق بطموح دولتها.

لكن ما يلفت النظر أكثر هو الثقة السياسية الواضحة من الرئيس في هذا الملف.
الرئيس يركز دوماً على الاستثمار في الإنسان، والوزير يملك القدرة على تحويل هذا التوجيه لبرامج ونتائج ومؤشرات اقتصادية واجتماعية تُقاس، وهذا ما يصنع الفارق بين “رؤية” و”إدارة”.

إن اجتماع الرئيس مع الوزير ليس مجرد متابعة دورية؛ إنه تأكيد أن ملف الشباب والرياضة أصبح ركناً رئيسياً في مشروع الدولة المصرية، وأن الفكرة لم تعد في “رياضة تنافسية” فقط، بل في “بناء إنسان” و”رفع وعي” و”تحسين صحة” و”خلق مجتمع متماسك”.

هذا ما يجعلنا نقول بثقة:
حين تتكامل رؤية القيادة مع قوة التنفيذ… تكون النتيجة طفرة لا يمكن تجاهلها.

وما حدث في قطاع الشباب والرياضة خلال السنوات الأخيرة ليس إنجاز وزير فقط، بل إنجاز دولة آمنت بشبابها، ووضعته في مقدمة أولوياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى