التحرش الجنسي بالأطفال: جريمة بشعة ..ما عقوبتها في القانون المصري .. وكيف نحمي أطفالنا؟

بقلم / الأستاذة أمل أصلان
المحامية بالإستئناف العالي ومجلس الدولة
التحرش الجنسي بالأطفال جريمة تمس براءة الطفولة وتنتهك كيان الطفل النفسي والجسدي، وتُعد من أخطر الجرائم التي تؤثر على المجتمع بأسره، ليس فقط لضررها المباشر على الضحية، بل لآثارها النفسية طويلة الأمد. ويولي القانون المصري أهمية خاصة لهذه الجريمة، مُشدداً العقوبات ومُخصصاً نصوصًا لحماية الأطفال، مع التأكيد على دور الأسرة والمجتمع في الوقاية والتوعية.
أولاً: تعريف التحرش الجنسي بالأطفال
هو أي سلوك غير لائق يحمل طابعًا جنسيًا، يُوجه إلى طفل (أقل من 18 سنة) سواء كان هذا السلوك لفظيًا، جسديًا، أو باستخدام وسائل إلكترونية، ويشمل:
• الملامسة الجسدية أو التلميحات الجنسية.
• استخدام الأطفال في محتوى جنسي أو ممارسات إباحية.
• إرسال صور أو كلمات ذات طابع جنسي للطفل عبر وسائل التواصل.
ثانيًا: العقوبة وفقًا للقانون المصري
تتناول قوانين العقوبات والطفل في مصر هذه الجريمة بحزم، وتتمثل أبرز العقوبات فيما يلي:
1. المادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات:
تعاقب على التحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي بالسجن مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 3,000 جنيه ولا تزيد على 5,000 جنيه، وإذا كان الفعل بغرض الحصول على منفعة جنسية يُشدد الحكم.
2. إذا كان المجني عليه طفلًا:
طبقًا للمادة 116 مكرر من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008:
“تُضاعف العقوبة المقررة لأي جريمة إذا ارتُكبت ضد طفل أو في حضوره أو باستخدامه.”
يعني ذلك أن الجاني يُواجه عقوبة مغلظة تصل إلى السجن المشدد من 7 سنوات إلى المؤبد في حالات الاعتداء أو الملامسة الجسدية.
3. جرائم هتك العرض أو الاغتصاب (المواد 268 و290):
• إذا ارتُكب الفعل بالقوة أو التهديد، وكانت الضحية طفلاً، تصل العقوبة إلى السجن المؤبد أو الإعدام.
ثالثًا: كيف نحمي أطفالنا من التحرش؟
1. توعية الأطفال منذ الصغر:
• تعليم الطفل مفهوم “المناطق الخاصة” بجسده التي لا يحق لأحد لمسها.
• استخدام أسلوب مناسب لعمر الطفل يشرح الحدود الشخصية والخصوصية.
• تعليم الطفل كلمة “لا” عندما يشعر بعدم الراحة، وتشجيعه على التحدث بحرية دون خوف.
2. المتابعة الأسرية:
• مراقبة تفاعل الطفل مع الآخرين خاصة عبر الإنترنت.
• تشجيع الطفل على الحوار اليومي حول يومه ومواقفه.
3. عدم ترك الطفل في صحبة أشخاص غير موثوقين:
• خاصة في الأماكن المغلقة، كالدروس الخاصة أو النوادي أو الأنشطة.
4. التبليغ الفوري في حال الاشتباه:
• يجب على الأهل الإبلاغ الفوري عن أي واقعة تحرش من خلال النجدة 112 أو خط نجدة الطفل 16000.
رابعًا: دور المجتمع والمدارس
• تقديم برامج توعوية في المدارس تشمل تمثيليات واقعية مناسبة للعمر.
• إشراك الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في متابعة الأطفال وملاحظة أي تغييرات سلوكية.
• تنظيم حملات إعلامية توعوية عبر التلفاز والسوشيال ميديا.
خامسًا: خاتمة
التحرش الجنسي بالأطفال جريمة لا يجب السكوت عنها، لا بد من مواجهتها بكل حزم قانوني وتوعية مجتمعية. حماية الأطفال مسؤولية تشاركية بين الدولة، الأسرة، والمدرسة، وكل فرد عليه واجب المراقبة والبلاغ والاحتواء.
القانون المصري يُجرّم هذه الأفعال بوضوح، ويشدد العقوبات لحماية فلذات أكبادنا.