موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
previous arrow
next arrow

بينما كنت اتناقش مع أحد الزملاء الذي أختلف معه فكرياً، ايدلوجياً، واقعياً، قل ما شئت، هو متنور مضيء علماني كما يُطلِق علي نفسه وأنا معتم مظلم رجعي كا يحلو أن يُطلق عليّ؛

شىء غريب لاحظته خلال النقاش مع ذلك الزميل، يبدو أن مثله مثل الكثير من نفس التيار، يقبل بأي حل لأي مشكلة إلا أن يكون الحل من كتاب الله وسنة رسوله، إذا وجدنا اختلاف فى قضية شائكة عجزت القوانين والأعراف عن حلها والروشتة موجودة فى شرعنا الحنيف يتمتم ويتهته بل من الممكن أن يترك المشكلة دون حل علي أن يذهب لكتاب الله، المخلوق المتنور العلماني هو شخص غريب الأطوار حقيقة لم أجد أحد يكره الدين ويعتبره آفة تعوق تقدم المجتمعات مثله، والله حتي غير المسلمين عندما تتناقش معهم أحياناً يُثنى علي بعض الفترات مثل حكم عمر وعدله، تسامح المسلمين الأوائل مع الأقباط، حتي حديثاً يعترف البعض منهم بحل بعض القضايا الشائكة التي لا يجد لها حل إلا عند المسلمين مثل الميراث والطلاق بل لا يمانع من إستخدام علاج إسلامي يجد فيه فوائد علمية مثل الحجامة ولنا فى لاعبي الكورة العالميين خير مثال، هذا يحدث مع غير المسلم لكن عند هذا الإنسان المتنور، العلماني، المتفتح تجد بغض وكره لم أجده عند أحد من العالمين على الدين الإسلامي، هو يرفض أى شىء جاء به الدين، حتي لو أنه لا يصطدم مع هوي فى نفسه أو يكبت جماح شهوة عنده، الاختلاف مع أوامر الله ورسوله والتشكيك فيها من الأصل هو منهج مشترك عند القوم، تجده فى كثير من القضايا العامة التى تفاعل معها العالم كله يصمت ويتكلم فى أمور جانبية، يتألم العالم مما يحدث فى غزة من ظلم و قتل وهو عندما يريد أن يعلق لا يكون تعليقه أن الكيان مغتصب ومحتل، الشعب مظلوم ومقهور، الأطفال تقتل وتباد، النظام العالمي متخاذل، لا يستطيع الكلام عن كل هذا ولكنه عندما يضطر للتعليق لا نسمع منه سوي أن المقاومة سبب هذا الدمار، الإسلام السياسي هو من تسبب فى تلك الكارثة ….

اختلفت معه كثيرا أن تنفيذ أوامر الله فى كثير من القضايا هو صمام الأمان الوحيد لسيادة الأمن والاستقرار واختفاء الجريمة بالطبع يسمع كلمة منهج الله يُصاب بالارتيكريا وتأتي له نوبة التشنج ويعلق قائلاً أننا نريدها قندهار وكلام من هذا القبيل….

نسأله طيب نتعامل مع الجرائم دي ازاى ؟ طبعاً معندوش أي تصور إلا الاحتواء المفرط والبعد كل البعد عن تشدد الدين ( من وجهة نظره صلاة الفجر مغالاة )

أحياناً أيضاً يعطي الحل من القانون حتي لو القانون غير كاف فى كثير من من الحالات التي ربما يخرج فيها المتهم من خلال ثغرة فى الإجراءات أو شطارة محامي أو براعة شاهد زور !! يرد ويقول أنه يحترم أحكام القانون احترام مطلق، لكن تقولي الدين والتشدد لا …

كثير منهم عارض بشدة القبض علي أي من الشواذ بل ودافع عنهم وأخذ يقول حريتهم وحياتهم ومش عارف إيه وحاولنا إقناعه بكل السبل لكن بمجرد أن يشتم رائحة حكم الشرع فى كلامي إذ بالهياج العصبي ينتابه ويبدأ في نوبة الهيستريا ..

نكلمه بالعقل أن الشواذ هؤلاء لا يضرون أنفسهم فقط بل يؤثرون على المجتمع كله حيث من الوارد أن يصلوا لابنك أو أخوك لبنتك أو أختك، لكن لا حياة لمن تنادي، لو جئت له بنفس المباديء ولكني ارتدي تاج الهندوس أو عباءة بوذا ربما اقتنع وفكر في الأمر،

طريقه لعلاج القضايا تتمثل فى الحرية، عدم الحجر على حياة الآخرين، تنحية الشرع جانباً واعلاء كلمة التنوير والحداثة !!
وهاهي نتيجة توغل هذا الفكر فى مجتمعاتنا، فى أسبوع واحد أكثر من خمس قضايا تحرش واغتصاب للأطفال، فى أقل من ثلاثة أيام تم القبض على كثير من منتكسي الفطرة الذين استغلوا مطية الحرية التي روج لها هؤلاء المتنورين كي يعيثون فى الأرض فساداً مطمئنين أن هناك ثغرات قانونية تخرجهم من أي سجن وتفلتهم من أي عقاب مطمئنين لغياب أوامر الله الحاسمة التي أوصت أن ذلك المغتصب الذي يجور على براءة طفل و يتعدي عليه ماهو إلا مفسد فى الأرض يجب أن يُطبق عليه حد الحرابة وهو القتل كي يكون عبرة لمن يعتبر .

نادي العلمانيون بالحرية وعدم إخافة الناس بالشرع وترك الناس تفعل ما يحلو لها حتي لو كان ضد الشرع فانتشرت الموبقات وتضاعفت حالات الاغتصاب والقتل وبات الواحد منّا لا يأمن على أولاده النزول تحت البيت لشراء علبة كبريت

بات يخاف أن تذهب بنته الصغيرة إلي المدرسة، بات يقلق ويرفض أن يلعب إبنه مع صديقه أو يذهب الي بيته، أصبحنا نسأل نفسنا ماذا نفعل وكيف نحمي أولادنا ومنذ متي أصبح يحاصرنا كل هؤلاء الضباع؟
هل كان الوضع هكذا فى عصور السلف والصحابة؟!

يتهكم هؤلاء المتنورين على عصر الصحابة والانبياء، يعتبروه عصر ظلامي لا حداثة فيه ولا تقدم، فى وجهة نظرهم عصر متأخر لا يلائم التقدم الذي نحن فيه الآن!!

بئس ذلك التقدم الذي أصبح فيه العم خطراً على بنت أخيه وأصبح الوالد ا ذئباً علي صديقات بنته، أف لذلك التقدم الذي يترك فيه الأب والام ابنهم داخل المدرسة المنوط بها الحفاظ عليه وتعليمه لكي يأتي لهم وقد اُنتهكت طفولته واُغتيلت براءته من قبل كهل منتكس الفطرة،

إن عصر الصحابة والرسول كان وسيظل أطيب الأوقات، كان وسيظل ازهي العصور وافضلها، هناك كان أمر الله وعقابه نافذ على الكل فانتشر الأمن والرخاء، كان الواحد يسافر إلي اليمن والشام تاركاً إبنه يلعب وسط شوارع المدينة مطمئن عليه غير قلق، الجميع يخاف لوجود عقاب وقانون رادع ينفذ على كل أفراد المجتمع، ليس هناك الكاتب المتنور فولان ولا الحقوقية المتفتحة علان، المجتمع نفسه مهذب والخارجين عن القانون قلة فى الخفاء لوجود آلة الدعوة والحق التي استبدلت الآن بآلة التنوير والحداثة.

فى الوقت الذي هاجم فيه هؤلاء المتنورين مجتمع كان يسير فيه الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب علي غنمه الأن مع التطور والتقدم أصبح القاعد فينا يخاف على ولده وهو تحت بيته؛
ما نريده من السلطات هو تنفيذ أقصي العقوبة لكل من تسول له نفسه الخروج عن تعاليم الشرع وتوصيات القانون، نريد من السلطات القضائية أن تضرب بعرض الحائط كلام أي أحد تأخذه شفقة أو رحمة بذلك المغتصب أو هذا الشاذ الذي لا تتوقف آثامه وجرائمه عند نفسه بل يتعدي بتلك الفطرة العفنة على أطفال صغار ليس لهم أى ذنب إلا أنهم وسط هؤلاء الأوغاد،
نتمنى أقصي العقوبات على هذا النوع من الجرائم لأنه من أمن العقاب أساء الأدب وأطفالنا عندنا أغلي من المال من الذهب.