كتب / نادر أحمد
تحت شعار ” إكتشاف المشهد ” يستضيف أسبوع القاهرة للصورة معرض “الديناصور” تكريما لذكرى المصور الراحل ياسر علوان، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الذي تنظمه فوتوبيا تحت رعاية وزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة .
ويتضمن معرض “الديناصور”- الذي يقام في الجاليري بالفاكتوري في منطقة وسط البلد- أكثر من ثلاثين صورة تمثل جزءا من أرشيف المصور العراقي- الأمريكي ياسر علوان والذي يضم مئات الصور التي التقطها بعدسته منذ انتقاله إلى مصر والتي عاش فيها أكثر من ثلاثين عاما، عمل خلالها في تدريس التصوير الفوتوغرافي في عدد من المؤسسات التعليمية المرموقة منها الجامعة الألمانية حتى وفاته عام 2022 .
( كاميرات أنالوج )
وتقول نادية منير منسقة المعرض: “يمتلك الفنان الراحل ياسر علوان أرشيفا ضخما، وهو صاحب مدرسة خاصة في التصوير الفوتوغرافي فقد كان يصور بكاميرات أنالوج صوره بالأبيض والأسود، وفي اختيارنا للأعمال من مجموعته ركزنا على الصور المطبوعة بالفعل وحصلنا عليها من خلال التعاون مع أسرته .
وأضافت “نادية”: اخترنا أن يركز المعرض على أربعة أفكار رئيسية تحت كل منها مجموعة تمثلها، فهناك مجموعة مراهنات سباق الخيل التي كان مهتم بتصويرها، والمجموعة الثانية هي صور العمال في الشارع وأصحاب المهن الخاصة في القاهرة مثل عمال المحاجر والمدابغ، وتضم المجموعة الثالثة مشاهد من شوارع القاهرة، أما المجموعة الرابعة فهي شديدة التميز وغير معتادة في المعارض وتضم مجموعة صور للأصدقاء والعائلة والذين كانت تجمعهم بالفنان ياسر علوان علاقة وطيدة وهي بذلك ترتبط بفكرة المعرض بشكل كبير لأنها تظهر الحب والتقدير الدائم الذي يجمع بين الأهل والأصدقاء مهما مر الوقت وكيف استطاع ياسر علوان أن يُشرك كل من حوله في عالمه الخاص بالتصوير .
( لعبة الديناصور )
وتجد نادية منير أنها كمصورة وكمنسق للمعرض تشعر بمسؤولية كبيرة في تعاملها مع أرشيف ياسر علوان، كما أن شعورا كبيرا بالافتقاد كان يتملكها وهي تمسك بالصور والأفلام الخاصة به، لكنها أيضا كمصورة استطاعت أن تضع تصنيفا يعبر عن أعماله المقدمة خاصة الجزء الخاص بالأسرة والأصدقاء لأنه غير معتاد في المعارض، وهو ما أكد عليه أيضا اسم المعرض “الديناصور” وهو الاسم الذي أطلقه عليه أطفال أصدقاء ياسر علوان عليه لأنه اعتاد أن يلعب معهم لعبة الديناصور فيجعل نفسه مثل الديناصور الكبير الذي يجري خلف الديناصورات الصغيرة ويحاول الإمساك بهم.
وتقول مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا: ” كان للفنان الراحل ياسر علوان بصمة مميزة في الصور التي التقطها من قلب الشارع المصري وتعبر عن واقع الحياة وتنوع المجتمع، ومن خلال معرض “ديناصور” نحاول أن نقدم في أسبوع القاهرة للصورة لفتة تكريم وتقدير لفنان ساهم في تشكيل الهوية البصرية في الثقافة المعاصرة .
( علوان ومؤلفاته )
وكان المصور الراحل قد حصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، وعرضت صوره الفوتوغرافية في القاهرة، نيويورك، فرانكفورت، لندن، وأبوظبي ، كما استضافت جامعة نيويورك أبوظبي معرضًا لأعماله خلال العام الأكاديمي 2011-2012، وقدم عدد من الكتب منها: “حرية الظهور” و”الأعوام الذهبية للسينما المصرية” ، الصرخة ، ومن خلال أعماله كان يحاول تأويل التاريخ ويشتبك مع التراث الذي ينتمي إليه مصورون مثل فيلكس تينارد وفرانسيس فيرث وصموئيل بورن، ويعمل كذلك على تغيير هذا التراث
وفي منتصف التسعينيات كان المصور ياسر علوان يزور الأسواق الشعبية وبائعي الكتب في القاهرة، حيث اشترى مطبوعات وأفلامًا فوتوغرافية قديمة تعود أغلبها إلى عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهي مجموعة تقدم طيفًا واسعًا للحياة اليومية في مصر خلال العقود التي سبقت ثورة 1952، وهي المجموعة التي أطلق عليها اسم “عكاسة ” .
يذكر أن الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة، تضم أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، والمؤسسات الدولية مثل World Press Photo ، Vogue، national geographic و Getty Images وذلك في 14 موقعا بمنطقة وسط البلد، كما يستضيف أسبوع القاهرة للصورة خلال فعالياته أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروض توضيحية مباشرة بمشاركة خبراء وفنانين عالميين بالتعاون مع عدد من السفارات منها الهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والسويسرية والدانماركية والمركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.