موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
موقع أخبار الناس اليوم
previous arrow
next arrow

وزير الري : ملف المياه من أكثر التحديات العالمية إلحاحاً .. المياه الخضراء المصدر الأساسي للرطوبة في ٨٠٪ من الزراعة العالمية ..

الإجراءات الأحادية تُهدد الاستقرار الإقليمي .. غياب التشاور بين دول الحوض يعرض سكان دول المصب للخطر

كتب :  يوسف يحيي

شارك وزير الموارد المائية والرى فى فعاليات الإحتفال رفيع المستوى الذى انعقد بالعاصمة الفرنسية باريس بمناسبة مرور ٥٠ عاماً على انطلاق “البرنامج الهيدرولوجى الدولى” مؤكدا في كلمته أن المياه باتت من اكثر القضايا العالمية إلحاحاً ، وأن العلم ليس رفاهية بل ضرورة حتمية لتحسين إدارة الموارد المائية وتعظيم كفاءة إستخدامها .

وأشار الوزير إلى أن المرحلة التاسعة من البرنامج الهيدرولوجي الدولى لليونسكو تحت شعار “العِلم من أجل عالم آمن مائياً في بيئة متغيرة” تمثل دعوة واضحة لتوظيف البحث العلمى والابتكار فى خدمة الأمن المائي ، لافتا إلى أن أولويات هذه المرحلة تشمل (البحث العلمي والابتكار – التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة – المعرفة القائمة على البيانات – الإدارة المتكاملة للموارد المائية – الحكم القائم على العلم) ، وهى جميعها أدوات عملية لا غنى عنها لتحسين مستقبل المياه عالميا ، مؤكدا أن الإجراءات الأحادية تقوّض الثقة وتُهدد الاستقرار الإقليمي، وغياب التشاور بين دول الحوض يؤدي إلى تعريض حياة ملايين السكان فى دول المصب للخطر .

وأوضح أن البلاد تعتمد بشكل شبه كلى على نهر النيل لتلبية إحتياجاتها المائية ، ومع انخفاض نصيب الفرد إلى نحو نصف المعدل العالمي الآمن الذي يُعد مرجعًا دوليًا لقياس الندرة المائية الشديدة ، أصبحت مصر من بين الدول الأشد ندرة في المياه ، مما يستدعي تبنّي سياسات مائية تركز على الكفاءة والابتكار والاعتماد على الحلول العلمية ، مشيرا إلى أن السياسة المصرية ثابتة فى دعم التعاون والتكامل الإقليمي ، سعيا لتحقيق الازدهار لجميع دول حوض النيل ، وأن مصر تقدر وتدعم جهود منظمة اليونسكو والبرنامج الهيدرولوجي فى تنفيذ مشروع FRIEND-Nile الذى يعد منصة محورية للتعاون العلمي، والبحث الهيدرولوجي، وتبادل البيانات بين دول الحوض .

وأشار الوزير إلى مجالين محوريين يمكن أن يساهما في تعزيز التعاون الإقليمي وهما: التنبؤ الهيدرولوجي والمياه الخضراء ، موضحا أن التباين المناخي الكبير في دول الحوض، إلى جانب الأنماط المطرية غير المنتظمة، وزيادة الطلب على المياه، وغياب تبادل البيانات بين الدول، كلها عوامل تُحتّم الاعتماد على نمذجة هيدرولوجية متقدمة وتوقعات مناخية دقيقة، وهذه الأدوات العلمية توفّر لغة مشتركة للحوار، وأساسًا لفهم متبادل ومتوازن لاحتياجات دول المنبع والمصب، بما يدعم بناء الثقة وتنسيق تشغيل السدود وإعداد خطط للتعامل مع الجفاف .

وفيما يخص المياه الخضراء – وهي مياه الأمطار التى تخزن في التربة والمستخدمة من قبل النباتات ، أشار الوزير إلى انها المصدر الأساسي للرطوبة في ٨٠٪ من الزراعة العالمية وتدعم الأمن الغذائي لمليارات البشر ، موكد أن غياب المياه الخضراء عن استراتيجيات المياه الوطنية والإقليمية يُعد ثغرة ينبغي تداركها عبر نهج شمولي على مستوى حوض النيل ، يدمج المياه الخضراء في التخطيط الهيدرولوجي والسياسات الزراعية وجهود الحفاظ على النُظم البيئية واستراتيجيات بناء السلام .