الاقلاع عن التدخين هو خيارك الأنسب-ولكن ما هو البديل؟
بقلم / الدكتور محمود عباس.... إستشاري امراض صدرية و حساسية
من الممكن تصنيف الكثيرين من مجتمعنا بكونهم من المدخنين، الذين يستهلكون أكثر من 20 سيجارة يومياً. ومما لا شك فيه إن هذا النوع من السلوك يحمل تأثيراً سلبياً على صحة الفرد ويؤثر سلبيا على الصحة المجتمعية حيث يؤدي التدخين الى العديد من المضار على جسم الإنسان، التي قد تسبب مضاعفات مميته. وفي الحقيقة فإنّ التدخين يضر جميع أعضاء الجسم تقريباً حيث إنّه يؤثر في الجهاز التنفسي، ونظام القلب والأوعية الدموية، والجهاز المناعي، والجهاز التناسلي، والجلد، والعيون، كما يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض السرطانية.
إن أفضل طريقة لتقليل أو عكس هذه الآثار الجانبية هي التوقف التام عن ممارسه هذا السلوك، فإمضاء 12 ساعة من دون تدخين يقلّل مستويات أول أكسيد الكربون في الدم إلى المعدل الطبيعي. وبعد أسبوعين من الإقلاع عن التدخين، تتحسن الدورة الدموية وعمل الرئتين، بينما يصبح السعال وضيق التنفس أقل وضوحاً بعد 9 أسابيع. وبعد خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والمثانة إلى نصف الخطر الذي يواجهه المدخن، في حين أنه بعد 15 عاماً من الإقلاع، يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب مثله مثل الخطر عند الأشخاص غير المدخنين.
ولأن الإقلاع عن التدخين نتيجة الإدمان على مادة النيكوتين المنشّطة الموجودة في التبغ ليس بالأمر الهين، فإن السعي لإيجاد بدائل اقل ضررا يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث جاء ابتكار بدائل مثل منتجات التبغ المُسخَّن التي تُعتبر بشكل عام أفضل من منتجات التبغ التقليدية وذلك لأنها تستبدل عملية الحرق وتعمل على تسخين التبغ وبالتالي انتاج مستويات أقل من المركّبات الضارة مقارنة بالحرق، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في المخاطر الصحية.
يؤدي التدخين إلى حدوث تغييرات بنيوية في القلب ,وضخ الدم إلى الجسم ويؤثر سلبا على أداء وظائفهما بشكل طبيعي. لذلك، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها أمراض القلب التاجية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. إذ تتسبّب المواد الكيمائية السامة إلى زيادة لزوجة الدم ومستوى الكوليسترول، ما يزيد من احتمال تشكل الجلطات التي قد تسهم في حدوث السكتات أو النوبات القلبية، وتخفض مستويات الأوكسجين في الدم ما يضطر القلب لبذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأوكسجين الذي يحتاجه، وترفع مستوى ضغط الدم ومعدل نبض القلب، وتُقلل من نسبة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ما يُؤدي إلى حدوث تصلّب أو سماكة في الأوعية الدموية، وما على ذلك من آثار سلبية.
مخاطر التدخين وأضرار التبغ لا تعد ولا تحصى، ويبقى الاختيار الأفضل دائما عدم البدأ في التدخين أو الإقلاع عن التدخين نهائياً، أما بالنسبة للمدخنين الذين لا يرغبون في الإقلاع، فإن الخيار الافضل هو اعتماد بديل اقل ضرراً.








