دكتورة نرمين توكل تكتب : المتحف المصري الكبير إنجاز وطني يجسد رؤية مصر 2030

انها مصر .. انها مصر القوية التي تلفت انظار العالم بأسره في ملحمة جديدة بمحور استضافة المؤتمرات والفاعليات الدوليه الكبرى تسطرها الدولة المصرية بافتتاح “المتحف المصري الكبير” مساء اليوم السبت الموافق 1 نوفمبر 2025، بمحافظة الجيزة ، والذي يُمثل حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، حيث يُشارك في حفل الافتتاح (79) وفد رسمي، بينهم (39) وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر.
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن هذا التمثيل والحضور غير المسبوق لافتتاح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة يعكس الاهتمام الدولى برؤية الدولة المصرية في الجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل، وليؤكد المكانة الفريدة لمصر كجسر حضاري بين كافة شعوب العالم المحبة للثقافة وللسلام.
والجدير بالذكر ان المتحف المصري الكبير أحد أبرز المشروعات الوطنية التي تجسّد محاور رؤية مصر 2030، إذ يجمع بين الحفاظ على الهوية الثقافية والتنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، فالمتحف لا يمثل مجرد صرح أثري، بل هو مشروع قومي شامل يُعبّر عن قدرة الدولة المصرية على الربط بين الأصالة والمعاصرة، وبين الماضي العريق والمستقبل المشرق ، فمن خلاله، تُحقق مصر أهدافها في تعزيز الهوية الوطنية ونشر الوعي الثقافي، بما يتسق مع محور الثقافة والمعرفة في الرؤية، كما يٌسهم المتحف في دعم الاقتصاد الوطني عبر تنشيط السياحة الثقافية وخلق فرص عمل جديدة، وهو ما ينسجم مع محور الاقتصاد التنافسي والمتنوع، وإلى جانب ذلك، يلتزم المتحف بمعايير الاستدامة البيئية والتصميم الأخضر، تأكيدًا على التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة في إدارة مواردها وتراثها بفضل تصميمه المستدام ، وتكامل بنيته التحتية مع منطقة الأهرامات، أصبح المتحف الكبير نموذجًا لمشروعات التنمية المتكاملة التي توازن بين الحفاظ على التراث وتحقيق العائد الاقتصادي .
ومن ثم، فإن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُعد حدثًا ثقافيًا فحسب، بل إنجازًا وطنيًا واستراتيجيًا يعكس رؤية الدولة المصرية في بناء مستقبل يقوم على المعرفة، والهوية، والتنمية المستدامة.
ويمثل المتحف المصري الكبير أيضًا إحدى أدوات القوة الناعمة المصرية، التي تعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية وتُعيد إليها ريادتها الحضارية على الساحة العالمية، ومن ثم، فإن افتتاحه يُعد خطوة استراتيجية في مسار تنفيذ رؤية مصر 2030، ودليلًا عمليًا على أن الثقافة والتراث يشكلان ركيزة أساسية في بناء الجمهورية الجديدة ، بالإضافة الى انه قوة دافعة للتنمية الوطنية الشاملة،
إذ لا يقتصر أثره على المجال الثقافي فحسب، بل يمتد ليشمل الاقتصاد، والتعليم، والسياحة، والبيئة، فهو مركز إشعاع حضاري ومعرفي يسهم في تعزيز مكانة مصر كوجهة عالمية للسياحة الثقافية، ويدعم الصناعات المرتبطة بها مثل الحرف اليدوية والفنادق والنقل والخدمات، كما يوفّر بيئة تعليمية وتفاعلية للأجيال الجديدة، تُعمّق وعيهم بالتاريخ المصري وتغرس فيهم قيم الانتماء والفخر بالهوية الوطنية.











