مقالات

(ولسه بحلم )

بقلم / علا عبد الهادي

فى الوقت الذى يشرف فيه العالم على بدايات حرب عالمية جديدة و تزداد حدة الصراعات الدولية وتتضارب المصالح العالمية لتدخل نفق اللاعودة تنشغل فئة كبيرة من الشعب المصري بإستقبال أسطورى جاردات وسيارات فارهة ولقاءات صحفية والعشرات من المصريين فى إنتظار التقط صوره معه.. هذا بإختصار لسان حال زيارة كوكسال بابا للترويج لافتتاح احد المطاعم.. كوكسال بابا هو البلوجر الذي صور حياته بتفاصيلها اليومية بصورة مضحكة مما لفت أنظار الكثيرين حول العالم حتى أصبح مادة غنية للضحك والفكاهة ثم تحول لنموذجً لاهتمام ومتابعة المصريين بشكل مبالغ فيه.. وفي نفس الوقت صرفت أنظار العديد من الشباب عن النماذج المهمة والملهمة المفيدة لهم.
بلاشك ان الاقزام شريحة موجودة في كل المجتمعات تساهم فى إثراء و تنوع المجتمع الذى يتواجدوا فيه .. لكنهم يعانوا من قصر القامة سواء لاسباب وراثية او لنقص فى هرمون النمو مما يؤثر على نمو العظام وهم فئة لها كل الاحترام والتقدير بالطبع.
وهذا الاحترام والتقدير منذ القدم حيث ان المصريون القدماء منذ أقدم عهودهم كانوا يعاملون الأقزام باحترام شديد بل إن بعضهم وصل لتقلد وظائف عليا في الدولة وكان القزم «سنب» وزيرًا في الأسرة الخامسة من تاريخ الفراعنة كما كانوا يقدسون العديد من الالهة الاقزام مثل الالة بس اله الاسرة والميلاد والمرح عند المصريين القدماء كما كان يتم توظيفهم كصائغى مجوهرات وخياطين لصغر حجم ايديهم وتمكنهم من صنع الحلى والمجوهرات بدقة وحرفية فائقة فقد كان لهم شان كبير منذ فجر التاريخ.
لكن حاليا تراجع وضع الاقزام الاجتماعى فى مصر كثير واصبحوا يعانوا من التهميش لذلك منهم من قرر استغلال ما هو عليه كميزة وليس كنقيصة او عيب فدخل مجال السينما ونال شهرة كبيرة لكن البعض الآخر يعيش حياة مليئة بالمتاعب وعدم الاهتمام بحقوقهم بشكل واقعى وملموس الى جانب عدم وجود إحصائيات رسمية باعدادهم حتى يمكن حصر مشاكلهم.
فإذا كان كوكسال بابا وجد من يكتشف موهبته ويروج له ويوظف امكانية كما وهبه الله له وشكل خلقه فلماذا لا نعيد النظر فى استغلال مواهب الاقزام المصريين مثل قدماء المصريين قديما او الاتراك حاليا وفتح مجالات يمكننا من استثمار مواهبهم وطاقاتهم الجبارة فى الاعمال التى تناسبهم سواء الوظائف المهنية او الاعمال الفنية خاصه ان الفنانيين المصريين من الاقزام يتمتعوا بخفة الظل وروح الدعابة بشكل كبير فى نفس الوقت نساعدهم على فتح ابواب رزق لهم ويشعرهم باهميتهم ودورهم فى الحياة بدلا من استيراد اقزام الخارج لنشر الضحكة وروح الدعابة ونصدر نحن البهجة والسعادة مثلما كانت مصر طوال عهودها كوكب الفن والابداع والتاريخ للعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى