مقالات

الجزء ١٨ ” هناك في شيكاغو”

بقلم / هناء عبيد

أخشى أن تكون قد نسيت موعدنا.
يوم الأربعاء، اخترت طاولة في زاوية الكافتيريا، لنجلس معًا في مكان هادئ. انتظرتك قبل الموعد بساعة، مرّ الوقت بطيئًا جدًّا. كلمّا فتح باب الكافتيريا كنت أنظر بلهفة لعلّك تظهرين، إلى أن أتيت أخيرًا. ابتهج قلبي، سارعت إلى الباب حتّى لا تشعري غربة المكان، خاصّة أنّني لمست خجلك الّذي كان مسربًا إلى قلبي؛ أظنّ الخجل وإن كرهناه يومًا فتح لنا معبرًا مترعًا بالبهجة. كنت ألحظ تفادي عينيك للالتقاء بعينيّ، وتلوّن وجنتيك بحمرة الخجل. قُمْتُ لِجَلْب فنجانَي القهوة لأعطيك مجالًا كي تلتقطي أنفاسك، وتخففّي من توتّرك الّذي لمسته. تمنّيت أن يطول حديثنا. خشيت أن يقلقك منظر إصبعي المبتورة، لكنّ خلقك الطيّب تجاوز الموقف. كان لا بدّ أن أطلب منك اللّقاء ثانية. لقد أحسست ابتهاج قلبك بلقائي من خلال قراءة عينيك، لا أظنّهما تستطيعان إخفاء ما يدور في قلبك.
توالت اللّقاءات معك، فتأكدّتّ أنّني أعيش بأجنحة تأخذني نحو السّماء، أيّة هديّة بعثتها لي المصادفات؟! شكرت محمود درويش وغسّان كنفاني ونجيب محفوظ الّذين جمعونا معًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى