مقالات

نادر أحمد يكتب : مهرجان القلعة .. وتكريماته !!

يظل مهرجان القلعة الدولي للموسيقي والغناء هو النافذة الأولي لأبناء القاهرة في أن يجتمعوا بأعلي ربوة بقلعة صلاح الدين ليتمتعوا بأجواء ساحرة تجمع التاريخ والأصالة ، وإستنشاق الهواء العليل النقي مع نغمات الموسيقي الطربية الأصيلة والشبابية المبدعة ، والممتزجة بروائع الإنشاد الروحي ، والفرق الموسيقية الصاعدة التي تحمل هوية شباب الغد وأماله وأحلامه .!!

وبالرغم أن المهرجان وصل عامه ال 33 في دوراته إلا أنه قد إنخفضت عدد أيام لياليه إلي 9 ليالي بعدما كان يمتد لأسبوعان ، كما أنه ما زال في إحتياج إلي أليات خاصة لتطويره ، إلي جانب جذب النجوم العربية والفرق الأجنبية ،وأن لا تقتصر علي الفرق الأجنبية القادمة في إطار التعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية – لكي تؤكد صفة الدولية للمهرجان – وهي الفرق التي تهتم بعرض فلكلور بلدانها في المقام الأول .!!

ولا يزال مطلع القلعة المطل علي إمتداد شارع صلاح سالم يمثل عائقاً للجمهور خاصة من كبار السن ، وإن كان حل هذا الأمر يأتي في منتهي السهولة ، وهي إعادة فتح الحوار مع المسئولين عن الأثار والسياحة ، والإتفاق علي فتح البوابة التي تطل علي شارع محمد علي والمواجه من الداخل لمسجد محمد علي للمشاه من جمهور الحفلات – كما كان يحدث من قبل – ونكتفي بالبوابة الكبري المطله علي شارع صلاح سالم لأصحاب السيارات والحافلات والتي معظمها تابعة لإدارة المهرجان والفنانين المشاركين . !!ّ

وفي فقرة التكريمات غابت ثلاثة أسماء عن التكريم أبرزهم الفنان إيهاب توفيق ، والذي جاء غيابه بدون مبرر خاصة أنه من ساكني القاهرة ، والمسافة ما بين مسكنه والقلعة دقائق معدودة ، ولكنه يبدو أنه لم يهتم بتكريم المهرجان ووزير الثقافة له ، حتي أنه لم يرسل أحد أبنائه كما يفعل بعض الفنانون أو المكرمون ، وإكتفي بإرسال مدير أعماله بدلاً عنه ليتسلم تكريمه ، في الوقت الذي إذا دعي للتكريم من أي بلد مجاور سيتواجد سريعاً بالطائرة هناك ، ولكن الغياب لم يستمر في حفلته بالمهرجان المقررة ، إذ حضر مع فرقته الموسيقية الحفل والذي أحياه يوم الأربعاء الماضي علي مسرح المحكي ، وإذا كان هناك عتاب علي عدم حضور تكريمه في ليلة التكريمات ، وهو ما إعتبره عدم تقديره لوزير الثقافة ، فإنه كان علي إدارة المهرجان التواصل مع المكرمون حتي يتداركوا غياب البعض منهم ، بأن يتم تكريم إيهاب توفيق يوم حفلته بالمهرجان . !!

وفي إطار ذكر التكريمات أقدم التحية لوزير الثقافة ورئيس دارالاوبرا اللذان قاما بتكريم إسم مدير إعلام الأوبرا الراحل محمد حسني بعد 6 سنوات من رحيله ، وهو تكريم إعتادت الأوبرا والمهرجان عليه خاصة مع العاملون الذين وصلوا لسن المعاش ، أو رحلوا مع نهاية عملهم ، ولكن علي مدي تلك السنوات الماضية رفض المسئولين عن المهرجان – برغم العيش والملح – بإدراج إسمه ضمن المكرمون في الدورات الماضية بحجج واهية منها ما تردد امامي ” ما بنكرمش الأموات ” بلغتها الدارجة .!!

ولكن المقعد لا يدوم فقد رحل من رحل عن موقعه .. ليأتي وزير جديد ورئيس أوبرا جديد ، ويصعد إثنان من أبناء وتلاميذ محمد حسني أثناء إدارته الإعلامية – والتي إمتدت 17 عاماً متتالية – ليطلبوا من رئيس الأوبرا د.علاء عبدالسلام تكريم إسم رئيسهم الراحل محمد حسني ، والذي فوجئ بأنه لم يتم تكريمه علي مدي السنوات الماضية ، ووافق علي تكريمه ، الأمر الذي جعل زوجته وأبنائه الثلاث – الذين ما زالوا في مراحلهم الدراسية المختلفة – يقفزون فرحاً وسعادة ، حتي أن زوجته الإذاعية وفاء شهبور أصرت أن تلقي كلمة عقب التكريم لتوجه الشكر لوزير الثقافة ورئيس الأوبرا ، مؤكدة أن هذا التكريم فخراً لها ولأسرتها ولأبناء الراحل .!!

إن تكريم الراحلون قد لا يجدي نفعاً لهم ، فقد رحلوا إلي مكاناً أخر وعالم مختلف لا نعلم محتواه ، ولكن هذا التكريم يضفي سعادة علي أسرته وتخفف عنهم ألام الفراق ، ويجعلهم يشعرون أن مكان عمل الوالد أو الزوج يقدر رحلته وعنائه وجهده في العمل . !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى