مقالات

رجال الحديبية (١)

بقلم / د. محمد كامل الباز

(لماذا أصبح التكرم بالنخامة نوع من الحب ..؟ )
صديقى المتنور.. دائم الفكر ..دائم التساؤل … لا يمل من النقد والرفض وبالأخص فيما يتعلق شرعنا الحنيف ، سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم … بينما كنت أمارس عملى إذ جاء صديقى ويبدو عليه حالة من الإنتصار أو الشماتة ،فرحة أو تنمر قل ماشئت المهم أنه جاء وكأنه إصطاد صيد ثمين يضعه بين يدى ويقرأ على أقوال المفسرين فى توضيح حب الصحابة للنبى صلى الله عليه وسلم أثناء لقاؤه بعروة بن مسعود الثقفى وقت توقيع بنود صلح الحديبية ، حيث قال عروة لقومه عندما عاد والله ماتنخم محمد نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فدلك بها وجه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه … إلى أخر الحديث الصحيح وهو فى البخارى ، هل ظننت يا صديقى أنى ساخجل من شرعى أم هل ترى أنى سأحاول الدفاع بطرق أخرى مثل تضعيف الحديث أو التشكيك فى الرواية كما يحلو للبعض …سأرد عليك فى بضع نقاط وأتمنى أن تسمعنى بعقلك وقلبك فى أن واحد …
لقد وصل الصحابة إلى درجة حب للنبى صلى الله عليه وسلم لم يصل لها مخلوق ولذا اكتمل إيمانهم حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده
بتحقيقهم للإيمان وجب نصر الله لهم وقد تحقق ذلك من مجموعة رجال مطاردين من مكة حتى عادوا أسياد لنفس الأرض ،ليس فقط بل امتدوا غربا لبلاد الروم وشرقا لبلاد الفرس ، بتحقيقهم الإيمان وحب النبى امتلكوا الأرض كلها وبسبب بعدنا نحن عن ذلك أين نحن الأن …!! نحن خارج تلك الدائرة ، نحن لا نعرف شىء عن معنى ذلك الحب ، أن يندهش مثلك لذلك الحب لدرجة انه أصلا لايتصوره فهو فاق مرحلة البعد عن حب النبى صلى الله عليه وسلم نحن فى قاع سحيق نسأل الله أن ينقذنا منه ، أنت تدندن بأغانى المطربين عن الحب في معانى مثل هذا ، كلمات تقديس وتعظيم بشأن الحبيبة وعندما تجد قصص حقيقية لأرض الواقع لذلك الحب الطاهر المجرد يرفضها عقلك .
والان سأخاطبك سياسة فالرسول كان رجل دين ودولة وصلح الحديبية هو الفتح الكبير الذى ذكره الله وسمى سورة كاملة باسمه ، لماذا تستبعد أن يظهر ويغالى الصحابة أمام مندوب قريش ليعرف أن محمد صلى الله عليه وسلم حوله رجال سيضحوا بأنفسهم من أجل ألا يمس بأى أذى.. الا يعتبر هذا فى علم الحروب دهاء ، ألم يكن محمد صلى الله عليه وسلم عدو قريش الأول والاوحد والذى حاولوا التخلص منه منذ الهجرة وبعدها فى أحُد ، ماذا يفعل هؤلاء القوم عندما يجدوا ذلك الهدف بعيد المنال بل رأى مبعوث من عندهم بعينه تضحية أصحابه وحبهم له الذى لا يتصوره عقل .
ولكن يا صديقى المتنور المتحضر أنت ترى أن هذا غير معقول وليس تحضرا أن يأخذ أحد نخامة أحد أخر حتى لو كان هذا الآخر هو أطهر وأشرف الخلق …. أنا سافترض دقة وجه نظرك ولكن عليك الآن تعترف بأن العالم الغربى عالم متأخر وتسحب كل استشهاداتك به التى صدعت رؤوسنا بها ..
تساءل صديقى كيف هذا ؟
أجبته بأن ليونيل ميسي ملك كورة القدم عند إعلانه بتركه النادى الكتالونى وانتقاله إلى باريس سان جيرمان خلال مؤتمر صحفى بكى فى أخر المؤتمر ووضع نخامته فى منديل تم عرضه من قبل أحد الشركات الراعية بثمن مليون دولار .. !! أثر ميسى ..!! متخيل … لم نسمع صوت المتنوروين المتحضر ين ، لم يتكلم المثقفون …نعم سينقطع لسانهم وتصم آذانهم فكل جوارحهم تعمل فقط عندما يخص الأمر الدين ، عندما أغلقت عقلك أنت ولم تتكلم عن نخامة ميسى.. والله استنار عقلى وقلبى وأنا اتكلم عن نخامة سيد ميسى وسيد الخلق كافة تمنيت لو كنت مكانهم كى انال هذا الشرف
ولكن عندما أرى الفرق بين السلف والخلف لا اندهش عندما يتطاول علينا الأقزام وأشباه الرجال … فما حدث فى الهند كان نتيجة طبيعية لما نحن فيه منذ زمن … لم يكن لهذا الفأر الهندى أن يتطاول على سيد الخلق إلا وقد عرف أن محبته قلت فى قلوب أتباعه مقارنة بالماضى …نعم هذه حقيقه وسأذكر لك موقف أخر من نفس الموضوع وهو صلح الحديبية لتعرف الفرق بين الحب الحقيقى والمزيف . للحديث بقية ..يتبع
د/ محمد كامل الباز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى